قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي محمد، أمس الخميس إن افريقيا تفقد 50 مليار دولار في السنة بسبب التدفقات المالية غير المشروعة، مشيرا إلى أن من شأن الإبقاء على هذه الأموال داخل القارة أن يساهم بشكل كبير في تمويل تنميتها.
جاء ذلك فى كلمة له خلال أشغال الدورة الـ33 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي، تحضيرا للدورة العادية الـ31 لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد، المقررة، يومي فاتح وثاني يوليوز المقبل، تحت شعار “كسب معركة الفساد.. مسار مستدام على درب تحول إفريقيا”.
وأكد ان المفوضية واصلت، خلال الفترة الماضية، العمل الذي تمت مباشرته في إطار إصلاح الاتحاد، معربا عن ارتياحه إزاء توصل البلدان الأعضاء إلى توافق حول هذه القضية.
وشدد رئيس المفوضية على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة
وأكد أن أحد الجوانب الهامة للإصلاح المؤسساتي للاتحاد يتعلق بالتمويل، حيث إن 23 دولة عضوا شرعت أو في طريقها لاقتطاع رسم تبلغ نسبته 0,2 يفرض على الصادرات لتمويل الاتحاد، مشددا على أنه دون استقلالية مالية، ستظل أجندة 2063 مجرد نوايا حسنة .
وأعلن عن أنه اعتبارا من السنة المقبلة، ستكون المشاركة في القمة التي تعقد في شهر يوليوز محدودة، وستخصص للتنسيق بين الاتحاد الافريقي ومجموعاته الاقتصادية الاقليمية، وكذا لتقييم وتنفيذ قرارات الاتحاد.
من جهتها، قالت الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، فيرا سونغوي، إن التغلب على الفساد عمل طويل النفس، مشددة على ضرورة الوعي بأن القارة لا يمكنها الاستفادة من إمكانيات التحول التي تتيحها مختلف أطر التنمية الإقليمية والعالمية ما دامت آفة الفساد موجودة.
وأضافت أن تقريرا حديثا للجنة الاقتصادية لافريقيا يشير إلى أن الفساد يمس حوالي 70 في المائة من الصفقات العمومية بالقارة وأنه بدون التدفقات المالية غير المشروعة، سترتفع رؤوس الأموال المتوفرة بالقارة بحوالي 60 في المائة والناتج الداخلي الخام بحسب كل نسمة ب15 في المائة، مبرزة أن محاربة الفساد تمثل المعركة الرئيسية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وذكرت بأن القارة تواجه العديد من التحديات في مجال التنمية، وأن ساكنتها تتحمل تبعات بطء التحولات الإيجابية، مما يؤكد أن هناك ضرورة ملحة لمكافحة هذه الآفة دون تأخير.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد أكد، في كلمة له أن قمة نواكشوط تنعقد في ظرفية تاريخية هامة للاتحاد الافريقي، مبرزا أن شعار القمة يكتسي أهمية خاصة نظرا لما لمكافحة الفساد من دور في تعزيز وتطوير المنظومة الاقتصادية، حيث إن الفساد يشكل أكبر عائق أمام التنمية المستدامة وتحقيق الرفاه والتقدم، وفق تعبيره.