أجرت قناة «إیران الحرة» مقابلة خاصة مع السید حسین داعي الإسلام عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشأن الوضع الراهن فی إیران وتدخلات النظام الإيراني في شؤون المنطقة . فیمایلی جانب من المقابلة:
سؤال: ما هو برنامج يتابعه النظام الإيراني تجاه الدعوة الدولية إلى عدم التدخل في شؤون المنطقة؟
جواب: من الأعمال المعادية للشعب من قبل نظام ولاية الفقيه هو التدخل وإثارة الحروب في بلدان المنطقة حيث أنفق خلال الـ39 سنة الماضية مئات المليارات من الدولارات من أموال وثروات الشعب الإيراني في هذه البلدان لعله يتمكن من الحفاظ على بقائه. ولكنه الآن تعرض إلى المأزق والطريق المسدود في هذا الشأن بحيث أنه إذا ما كف عن التدخل وإثارة الحروب في بلدان المنطقة وتراجع وانسحب فيتم إضعافه لأنه يفقد أحد ركائزه للبقاء. وإذا ما بقي مواصلا في تدخلاته وإثارته للحروب فسوف يواجه في هذه البلدان وعلى الصعيد الدولي المزيد من ردود الأفعال الشديدة كما تشتد عزلته في العالم.
ومن جانب آخر لقد ولّى اليوم عهد سياسة المساومة والمهادنة من قبل الولايات المتحدة والتي كانت أكبر دافع لتقدم النظام في المنطقة مؤدية إلى قتل مئات الآلاف من الأناس الأبرياء وتشريد عشرات الملايين منهم في سوريا والعراق واليمن حيث نلاحظ يوميا عزلة متزايدة تطغى على نظام الملالي على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وبالتالي على خامنئي أن يحسم ويقرر ما إذا كان يتجرع السم الإقليمي أو لا. وهو يعلم جيدا وأفضل من غيره أنه وفي حالة تجرعه للسم فإنه يضعف بل يتم تمهيد الطريق للانتفاضة وإسقاطه، كما وفي حالة وقوفه وعدم تجرع السم فيتعرض لمزيد من الضغوط القاصمة للظهور مما يؤدي إلى إضعاف النظام أكثر فأكثر إلى أن يتم إسقاطه من خلال انتفاضة الشعب ومعاقل الانتفاضة والعصيان.
ويصر خامنئي على عدم التنازل. لأنه يعرف أكثر من غيره الظروف الداخلية والدولية لنظامه ويطلق جانبا من هذه التصريحات لتعزيز معنويات عناصره في قوات الحرس وعملائه ومرتزقيه. ولكن وعلى كل حال بات من الواضح أن خامنئي ونظامه لا يكف عما حصل عليه من جراء عهد أوباما بلغة مرنة ولينة، وينفق أموال وثروات الشعب الإيراني لصالح بشار الأسد وحزبالله والحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية وبقية المجرمين.
سؤال: كيف يكون وضع النظام في المنطقة حيث يزعم نفسه بأنه يسيطر عليها وأن وجوده في هذه البلدان علامة تدل على اقتدار النظام؟
جواب: ينبغي الإشارة في هذا المجال إلى بضعة أسباب هامة:
السبب الأول هو الوضع المتفجر داخل إيران واستمرار الانتفاضات حيث يضعفان النظام ويثبتان لجميع الأطراف أن النظام آيل للسقوط. وعلى سبيل المثال كان النظام وحتى الآن يبيع كمية كبيرة من الكهرباء إلى العراق ولكن وجراء فقدان الكهرباء في إيران والاحتجاجات اضطر إلى قطع ذلك مما أدى إلى احتجاجات شديده وواسعة النطاق ضد النظام وعملائه في العراق.
والسبب الثاني هو نهاية سياسة المساومة التي يضيق الخناق ضد النظام في هذه البلدان بحيث أن أوروبا الباحثة عن الصفقة مع النظام تريد خروج وانسحاب النظام من المنطقة.
والسبب الثالث هو دور لعبته المقاومة الإيرانية في الكشف عن التدخلات وإثارة الحروب من قبل النظام في المنطقة حيث كشفت عن دور قوات الحرس وقوة القدس وسفارات النظام من خلال حملة دولية واسعة. وأدت جميع هذه الأسباب إلى أن يتحول وجود النظام في المنطقة إلى أزمة ومستنقع تورط فيهما النظام.
سؤال: أصبح الآن وضع النظام في سوريا من خلال السياسات الروسية هشا إلى حد ما، ما هو رأيكم بشأن هذه المسألة؟
جواب: أرسل خامنئي الأسبوع الماضي ولايتي إلى روسيا وهو بعد لقائه مع بوتين طرح قضية الانسحاب والتنازل عن العراق وسوريا مؤكدا أن النظام الإيراني مستعد للانسحاب من سوريا والعراق فورا وأضاف أن الوجود العسكري الإيراني في سوريا والعراق هو وجود استشاري وتسحب إيران قواتها من سوريا والعراق فور ما طالبت بذلك الحكومات في هذين البلدين.
وبشأن تهديدات روحاني القاضية بإغلاق مضيق هرمز، يأتي ذلك في الوقت الذي يتعرض فيه النظام يوميا في سوريا للهجوم والقصف وإطلاق الصواريخ وتقتل عناصره وتدمر أسلحته غير أنه لم يتجرأ على الرد على ذلك ولو في يوم واحد إذا، إن تهديداته فارغة ولا قيمة لها، لأنه تورط في مستنقع سوريا وبقية بلدان المنطقة ولا يقدر على تحريك ساكن.
سؤال: لقد نظم الشعب العراقي تظاهرات ضد الحكومة العراقية والأحزاب الموالية لإيران، قدموا إيضاحات بشأن آخر المستجدات ودور النظام في الوقت الحاضر بشأن هذه المسألة.
جواب: في العراق وطيلة ثلاثة أسابيع كنا نشاهد تظاهرات عارمة للمواطنين ضد الأحزاب والعصابات التابعة للنظام وضد النظام نفسه. لأن عملاء النظام دمروا العراق على غرار إيران ولا يفعلون سوى القتل والمجازر وسرقة أموال المواطنين. وأحرق المتظاهرون صورا كبيرة لخميني وهتفوا بشعار: «إيران برة برة، بصرة تبقى حرة» داعين المراجع إلى إصدار الفتوى ضد الرجال الحكوميين التابعين للنظام الإيراني. وتجري هذه التظاهرات في المحافظات الشيعية العراقية التي يزعم النظام بأن أهاليها هم من مؤيديه. وقام المواطنون في المحافظات الجنوبية العراقية بالهجوم على مقرات الأحزاب وعصابات النظام كالحكيم وهادي العامري والحشد الشعبي وحزبالله العراقي وعصابات عصائب أهل الحق القاتلة وما شابهها. الأمر الذي يبين مدى مطلب الشعب العراقي لطرد النظام من بلاده.
سؤال: ما هي وجهة نظر أهالي المنطقة تجاه الاحتجاجات وانتفاضة الشعب الإيراني ونظام ولاية الفقيه؟
جواب: ينفق النظام أموال الشعب الإيراني وثرواته من أجل إثارة الفتن والقتل والمجازر بحق الشعوب في هذه البلدان. ولقد دمرت سوريا تماما مع نصف مليون قتيل و11مليون متشرد. كما قتل في العراق مئات الآلاف وتشرد ما لا يقل عن 10ملايين. في اليمن أيضا تسبب النظام في حرب مدمرة مؤدية إلى تدمير البلد. وفي أفغانستان يدعم النظام طالبان والقاعدة. وتكره شعوب المنطقة النظام وتدعم الاحتجاجات وانتفاضة الشعب الإيراني وهي علقت الآمال عليها.
ولذلك أشارت الشخصيات والوفود العربية المشاركة في المؤتمر العام في باريس خلال كلمات أدلوا بها إلى جرائم يرتكبها الملالي في بلدانهم كما أعلنوا عن دعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني مؤكدين على أن انتفاضة الشعب الإيراني ليست تنقذ الشعب الإيراني فحسب وإنما طريق إنقاذ جميع شعوب المنطقة تكمن فيها وليس إلا.
نقلاً عن موقع «إیران الحرة»
https://bit.ly/2NLPTw1