يكاد يجمع القاصي والداني على مكانة البعد الإنساني كركيزة في السياسة الخارجية العُمانية، واعتباره واحداً من الثوابت التي تعتمد عليها سلطنة عمان بقيادة حكيمها وباني نهضتها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان . حيث إشاد أمين عام هيئة العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي، هيلجا شميدس، بمواقف السلطنة وجهودها الإنسانية خلال لقائها أمين عام وزارة الخارجية السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي تعدّ أحدث حلقات التقدير الدولي لسياسة السلطان قابوس والتي أرسى قواعدها منذ بداية النهضه العمانيه .
خلال الشهور القليلة الفائتة جددت مجموعة من المؤشرات اعتقاداً راسخاً بأهمية البعد الإنساني في السياسة الخارجية العُمانية، وأكدت على أن السلطنة تضع الإنسان أينما كان في موقع الصدارة، وتعتبره الغاية القصوى لما يجب أن تهدف إليه السياسة وأدواتها.
1 – في الرابع من فبراير من العام الفائت نشرت صحيفة “الشبيبة” تقريراً عنونته بـ “محامي يمني: عُمان الدولة الأكثر إنسانية”، أشارت فيه إلى الشاب اليمني فهمي الطولقي أحد المعتقلين اليمنيين الذين أُفرج عنهم من المعتقل الأمريكي سيئ الصيت جوانتانامو، واستقبلتهم سلطنة عُمان كواجب إنساني.
وقالت الصحيفة في سياق تقريرها “تعتبر عُمان بحسب أحد المحامين اليمنيين الذين اشتغلوا على ملف المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو، الدولة الأكثر إنسانية، فقد قبلت استقبال أكبر عدد من اليمنيين المُفرج عنهم.
– في سبتمبر الفائت، وبناءً على أوامر السلطان قابوس بن سعيد نجحت السلطات العُمانية في الإفراج عن كاهن هندي خُطف في مارس 2016 في اليمن خلال هجوم على دار للمسنين في عدن.
– وفي مايو وتلبية لالتماس الحكومة الأسترالية المساعدة في معرفة مصير مواطنها المفقود في اليمن، قامت مسقط بالتنسيق مع الجهات في اليمن وتم العثور عليه بمساعدة قبلية، حيث نُقل إلى السلطنة قبل عودته إلى بلاده.
– وفي أكتوبر الفائت أعلنت الخارجية العُمانية نجاح وساطة عُمانية في الإفراج عن الفرنسية من أصل تونسي نوران حواس المختطفة منذ الأول من ديسمبر العام 2015 في اليمن.
– في الأول من يونيو 2015 جددت السلطنة التأكيد على استمرار مساعداتها لليمن وفق البرامج الثابتة مع استحداث برامج أخرى نظراً للأزمة الانسانية التي يعيشها اليمنيون.
ونقلت وكالة الأنباء العُمانية، الاثنين 1 يونيو 2015، عن مصدر مسؤول في الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية قوله إن مساعدات السلطنة لليمن تتم عبر برامج ثابتة تتمثل في برنامج إعادة ترميم وبناء المنازل، وبرنامج حفر آبار مياه الشرب، وبرنامج كفالة الأيتام وإفطار الصائم والذي يوزع قبل شهر رمضان من كل عام.
مساندة وتثمين القرارات الإنسانية
– في الثاني عشر من يونيو الفائت ثمّنت السلطنة، قرارات دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين القاضية بمراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة بينها وبين دولة قطر، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وقالت السلطنة في بيان، بثته وكالة الأنباء العُمانية: “نثمّن قرارات الأشقاء في السعودية والإمارات ومملكة البحرين مراعاة الحالات الإنسانية للأسر المشتركة بينها وبين قطر على خلفية الأزمة الحالية.. وتعتبر السلطنة أنها خطوة جيّدة نحو التهدئة”.
معتقلو جوانتانامو
– في يناير الفائت أعلنت السلطنة عن استقبال عشرة من المُفرج عنهم من سجن جوانتانامو الذي حاولت إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، تقليص عدد نزلائه بأكبر قدر ممكن قبل تسلّم الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، السلطة.
وذكرت وكالة الأنباء العُمانية، نقلاً عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لم يُكشف عن اسمه، قوله إن قرار استقبال المُفرج عنهم جاء “بناءً على أوامر السلطان قابوس بن سعيد و”لتلبية التماس الحكومة الأمريكية المساعدة في تسوية قضية المحتجزين في معتقل جوانتاناموا مراعاة لظروفهم الإنسانية”.
وكانت السلطنة قد استقبلت العام 2015 أيضاً عدداً من السجناء المُفرج عنهم من المعتقل.
مناصرة فلسطين
تعدّ المبادرة العُمانية الأهلية لمناصرة فلسطين مؤسسة خيرية أهلية تطوعية تنطلق من المجتمع العُماني، تتمتع بالشخصية الإنسانية المستقلة وغير السياسية؛ بهدف دعم الفلسطينيين ومساندتهم من خلال جمع التبرعات من الشعب العُماني وإرسالها إلى الشعب الفلسطيني ليتم توزيعها على الأسر الفقيرة والأيتام.
بدأت المبادرة عملها وأنشطتها في مايو من العام 2013 وتم تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية في قطاع غزة.
ومن ضمن أهدافها تحقيق جزء من التكافل الاخوي بين العُمانيين والفلسطينيين من خلال تنفيذ أعمال خيرية، وخدمة فئة الفقراء والمعوزين في مجال عملها الجغرافي، وتقديم المساعدات الإغاثية للأسر المحتاجة.