أعلن مسؤولون في التحالف العسكري في اليمن الإثنين استئناف العملية الهادفة الى السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي بعد نحو شهرين ونصف من تعليقها إفساحا في المجال أمام المفاوضات السياسية.
وقال مسؤول في التحالف الذي تقوده السعودية إنّ القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا “بدأت عملية عسكرية من عدة محاور لتحرير مدينة الحديدة” الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وأكّد العميد علي الطنيجي قائد قوات التحالف في الساحل الغربي استئناف العملية في تصريحات نشرتها وكالة أنباء الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود العمليات العسكرية للقوات الحكومية في غرب البلد الفقير.
وأفاد مسؤول في القوات الحكومية عن شنّ طائرات التحالف العسكري ضربات جوية مكثّفة على مواقع للمتمردين داخل المدينة المطلّة على ساحل البحر الاحمر. وأكّد سكّان في الحديدة سماع دوي عدّة انفجارات. كما قال المسؤول إن التحالف دفع “بتعزيزات الى المحورين الشرقي والجنوبي للمدينة”.
وذكر مسؤولون آخرون في القوات الحكومية أن معارك شديدة تجري في عدة محاور عند أطراف الحديدة، وقال شهود ان المدينة تشهد حركة عسكرية ناشطة مع توجّه آليات للمتمرّدين نحو أطراف المدينة.
وكانت القوات الحكومية أطلقت بدعم من التحالف في يونيو الماضي حملة عسكرية على الساحل الغربي بهدف السيطرة على ميناء الحديدة الخاضع للمتمردين والذي يعتبره التحالف العسكري بقيادة السعودية ممراً لتهريب الأسلحة.
وتدخل عبر الميناء غالبية المواد التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ 2014. وفي مطلع يوليو، أعلنت الإمارات تعليق الهجوم البري على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبةً بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء.
وفشلت محاولة الامم المتحدة عقد مشاورات سياسية غير مباشرة بين أطراف النزاع في جنيف في الاسبوع الاول من الشهر الحالي بعدما رفض المتمردون المدعومون من ايران مغادرة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم من دون ضمانات بالسماح لهم بالعودة اليها على اعتبار ان التحالف يسيطر على حركة الطيران في مطار العاصمة.
واندلعت مواجهات عنيفة في محيط مدينة الحديدة بعيد فشل انعقاد المحادثات، وتمكنت القوات الموالية للحكومة الاربعاء من قطع طريق رئيسي قرب المدينة عند نقطتي “الكيلو 16″ و”الكيلو 10”.
ويربط هذا الطريق مدينة الحديدة بالعاصمة وبمدن أخرى ويشكل خطا بارزا لإمداد المتمردين الحوثيين. وتدخّل التحالف في اليمن دعماً للقوات الحكومية في مارس 2015 بهدف وقف تقدّم المتمرّدين بعيد سيطرتهم على أجزاء واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن العلميات العسكرية في الحديدة وفي المحافظات اليمنية كافة تسير بحسب القانون الدولي والإنساني، وذلك ردا على بيان من الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في الداخل اليمني عن بعض المخاوف حيال العمليات العسكرية في محافظة الحديدة.
وقال المالكي خلال المؤتمر الدوري لقيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي عقد في الرياض الاثنين “كان أجدر أن تكون هذه المخاوف على الشعب اليمني وما يتعرض له من انتهاكات منذ عام 2014 وسقوط العاصمة صنعاء وتأثيرها على 27 مليون مواطن يمني”.
وتابع أنه “كان الأجدر أيضاً إدانة الميليشيات الحوثية في وضع كثير من التحصينات داخل المدن وإعاقتها لخروج المواد الغذائية من الحديدة إلى المحافظات اليمنية كافة”.
وأشار إلى أن هناك عمليات إنسانية مستمرة في محافظة الحديدة خاصة، سواء كان من خلال الحملات البرية أو من خلال الإنزال الجوي التي تقوم به قوات تحالف، منوهاً بالجهود الكبيرة من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية, والهلال الأحمر الإماراتي إلى جانب جهود بعض دول التحالف المشاركة في العمليات الإنسانية.
وعن الحوادث العرضية، أكد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تؤكد الالتزام القانوني والأخلاقي بحسب اتفاقية جنيف والبرتوكولات الإضافية بالالتزام بقواعد الاستهداف والقواعد العرفية.
وقال إنه تم إحالة إحدى عمليات الاستهداف إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وأن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتابع الادعاءات سواء الواردة في الإعلام أو غيره، وأن هناك إجراءات داخلية تتبعها قيادة التحالف من خلال المنفذين بالواحدت الأمامية سواء كانت برية أو بحرية أو جوية، وتتخذ القيادة الإجراءات كافة إذا كان هناك استدعاء في وجود أضرار جانبية للمدنيين.