قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالهجرة إن الفظائع التي عانى منها مهاجرون من الأطفال والكبار من دول غرب إفريقيا يجب أن تصدم ضمير الإنسانية، وتدفعها إلى العمل للتصدي لها. ودعا الجزائر إلى الوقف الفوري لحملات الترحيل الجماعي للآلاف من الرعايا الأجانب إلى النيجر.
فيليب غونزاليس موراليس وجه نداء للمساعدة إلى المجتمع الدولي بعد زيارة رسمية إلى النيجر، التي ظلت لعقود مركزاً يتجمع فيه الذين يتطلعون إلى السفر بحثا عن فرص جديدة.
وقد أصبحت النيجر في الآونة الأخيرة بلد عبور للعائدين، معظمهم من المهاجرين الذين طردوا أو أجبروا على العودة، من الجزائر وليبيا.
وفي بيان صحفي، أورد غونزاليس شهادات مهاجرين تعرضوا “لفظائع لا يمكن تصورها” مثل الاتجار بهم، وتعذيبهم، والاعتقال والاحتجاز التعسفي والاغتصاب، فضلاً عن استغلالهم للعمالة والاسترقاق.
وقال “لقد سمعت شهادات من نساء ورجال وأطفال مهاجرين تم اقتحام مساكنهم في منتصف الليل، واعتقالهم واحتجازهم تعسفيا، وضربهم وإساءة معاملتهم، ونقلهم في شاحنات، والإلقاء بهم على بعد 15 كيلومترا من الحدود مع النيجر”. ويذكر أن الجزائر قد أنكرت تلك الادعاءات.
وأشاد بالنيجر لكرمها في استضافة اللاجئين وتضامنها معهم، ولكنه ذكر أن قوانين وسياسات الهجرة التقييدية خلال السنوات الأخيرة جعلت النيجر وكأنها الحدود الجنوبية لأوروبا.
وشدد المقرر الخاص، الذي عينه مجلس حقوق الإنسان في يونيو/حزيران 2017، على ضرورة ألا تعتمد سياسات الهجرة فقط على الاعتبارات الأمنية. وأكد أهمية أن تكون حقوق الإنسان مكونا جوهريا لها.
وقال غونزاليس إن أي مساعدة من المجتمع الدولي للنيجر يجب أن يدعمها في إعادة تركيز استراتيجية إدارة الهجرة، بما يعني تعزيز المؤسسات الوطنية لتتمكن من مواكبة التحركات الواسعة للمهاجرين، وتقوية آليات مراقبة أوضاع حقوق الإنسان، ودعم مشاريع التنمية في المجتمعات المحلية.
ويأتي هذا التطور في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها المجتمع الدولي لتطوير حلول للمهاجرين وللدول الأعضاء، وذلك من خلال الاتفاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة والذي من المتوقع اعتماده رسميا في قمة رفيعة المستوى في مراكش في المغرب، يومي 10 و 11 ديسمبر المقبل.