قبيل نحو عام من الآن، كشف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان عن مشروع اقتصادي جديد أُطلق عليه اسم “نيوم”، وهي مدينة واعدة بات يُنظر إليها بوصفها أحد أهم العواصم الاقتصادية العالمية مستقبلًا.
تضم المدينة الوليدة مشروعات متنوعة لم يتوقف العمل فيها منذ أن كشف ولي العهد عن تلك الفكرة، حيث من المقرر أن يتم تشغيل أول مطار بمنطقة “نيوم” قبيل نهاية العام الجاري على أن يتم تسيير رحلات أسبوعية منه وإليه مع مطلع عام 2019، وذلك ضمن مخطط عام لإنشاء شبكة مطارات جديدة، سيكون أحدها مطاراً دولياً على طراز عالمي.
المهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لمشروع “نيوم” قال خلال مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار2018” الذي استضافته المملكة الأسبوع الماضي، إن وتيرة العمل بالمشروع تسير وفق معدلات إنجاز فائقة السرعة، وقد يتم الانتهاء من بعض جوانب المشروع قبل المواعيد المحددة سلفًا.
يحتل موقع “نيوم” مساحة جغرافية تزيد على 27 ألف كيلومتر مربع، ويضم أكثر من 460 كيلومترًا من الشواطئ والجزر البكر والشعب المرجانية، ويقبع في الركن الشمالي الغربي للمملكة، بإطلالة ساحرة على سواحل البحر الأحمر، وخليج العقبة، كما يكتسب بُعداً إقليمياً، حيث يمتد إلى مصر والأردن.
بحلول العام 2020، سيكون بمقدور السكان الانتقال إلى مدينة “نيوم ريفيرا” التي ستكون جاهزة تماما في هذا التوقيت، وسيتبعها إقامة مدينتين جديدتين سنوياً، بينما سيتم الكشف عن أسماء الشركات الدولية التي أبدت اهتماما بالاستثمار في نيوم خلال شهر فبراير 2019.
يقول المدير التنفيذي للمشروع: “إن فرص الاستثمار في نيوم ليس لها حدود، ومتاحة لكافة الدول في العالم، فنحن نقوم ببناء مدن، وسوف نبني دولة في هذا المكان”.
ويضيف: هناك إرادة سياسية قوية لتنفيذ المشروع، وسيتم توفير التمويل المناسب من خلال صندوق الاستثمارات العامة الذي سيقدم نحو 500 مليار دولار، بجانب جذب استثمارات مباشرة، حيث أن المؤسسات الدولية الكبرى لديها شغف كبير بهذا المشروع الواعد.
ويشكل مشروع “نيوم” مكوناً أساسياً في رؤية المملكة 2030، التي تُعد خطة وطنية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وإطلاق تحولات اجتماعية واسعة بالمملكة، وسوف يضم المشروع 12 مدينة وبلدة صغيرة بتضاريس مختلفة، إضافة إلى منطقة صناعية ضخمة، ومطار دولي كبير، وثلاث مطارات محلية، وميناء ضخم، بجانب جسر الملك سلمان الذي سيربط ما بين الأراضي السعودية والمصرية، ويمر فوق مياه البحر الأحمر.