قيل فى المثل الشعبى ” طمعنجى بنى له بيت ، فلسنجى سكن له فيه ” و معنى المثل أن الطماع بنى منزلاً رغبة فى المال الوفير و قد يكون قد رفض أن يسكن فيه إلا صاحب مال وفير أيضاً فرزقه الله تعالى بساكن مفلس.
و كم من المرات خاطبنا أنفسنا قائلين ” الطمع قل ما جمع ” ندماً على شيء خسرناه نتيجة الطمع فى الزيادة و عدم القناعة.
و يحكى أن ثلاثة رجال عثروا على كنز و اتفقوا على تقسيمه بالتساوي فيما بينهم ، وقبل أن يقوموا بالتقسيم أحسوا بالجوع ، فأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليحضر لهم طعاماً و تواصوا بالكتمان حتى لا يطمع فى الكنز غيرهم، وفى أثناء ذهاب الرجل لإحضار الطعام حدثته نفسه بالتخلص من صاحبيه ، لكى ينفرد بالكنز وحده ، فاشترى سماً و وضعه فى الطعام ، و فى الوقت نفسه ، اتفق صاحباه على قتله عند عودته ، ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط ، و لما عاد الرجل قتله صاحباه ، ثم جلسا يأكلان الطعام فماتا من اثر السم ، فهم جميعاً لم يحمدوا الله و لم يقنعوا برزقهم و طمع كل واحد فيما عند الآخر.
و الإنسان القنوع يحبه الناس و يكرمونه ، على عكس الإنسان الطماع الذى يظل طوال الوقت حاسداً حاقداً على ما فى أيدى الناس.
قال الشافعي :
إذا ما كُنْـتَ ذا قَلبٍ قَنُــــوعٍ ** فَأَنْتَ و مـالِــكُ الـدنيـا سَـوَاءُ
ومَنْ نَزَلَتْ بِـسَاحَتِه المَنَـايَــــا ** فلا أرضٌ تَقِـيه ولا سَـمَـــــاءُ
وأرضُ اللَّـهِ واسعـةٌ ولكــــنْ ** إذا نَزَلَ القَضـا ضَاقَ الفَضَــــاءُ