ان الكثير من الأحقاد و البغضاء تؤدى إلى الفجور فى الخصومة و تناول الخصوم بالسباب و الشتائم و التنابز بالألقاب ، و اليوم أصبح هذا الفجور هو السلوك السائد و الطبيعى بين معظم المتخاصمين.
و نسى المتخاصمين أن للخصومة شرف مستمد من ثوابت القيم العربية فى الجاهلية والإسلام ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [ المائدة _ الآية ٨ ].
و يُروى أن أبا جهل أثناء محاولة قريش قتل الرسول الله صلى الله عليه وسلم رفض أن يكسر باب دار رسول الله صلى الله عليه وسلم و قال قولته المشهورة ( حتى لا تتحدث العرب أن أبا الحكم عمرو بن هشام روع نساء محمد ).
لكن كل ذلك يغيب عن أذهان المتخاصمين و يسيطر عليهم الحقد والبغضاء و الفجور فى الخصومة ويتبادلون الشتم و السب و القذف والخوض فى الذمم و الإتهامات بدون دليل للنيل من شرف و كرامة الخصم و الإنتصار عليه بجميع الوسائل سواء كانت شريفة أو غير ذلك.
ابتعدوا عن الفجر فى الخصومة واعلموا أن للخصومة شرف لا يعرفه إلا النبلاء.