تهدي الهيئة العامة لقصور الثقافة جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي نسخة نادرة ومميزة من الملحمتين الخالدتين الإلياذة والأوديسة للشاعر اليوناني الضرير “هوميروس”، في الظهور الثالث لترجمتهما، واللتان وضعهما فقيه اللغتين اليونانية واللاتينية “أمين سلامة” حيث ترجمهما عن اللغة اليونانية مباشرة، وتصدر هاتين القطعتين النادرتين عن سلسلة آفاق عالمية.
تخرَّج سلامة في كلية الآداب بجامعة القاهرة من قسم الدراسات القديمة عام 1943، والتي حصل منها أيضًا على درجة الماجستير في آداب اللغتين اللاتينية واليونانية بعدها ببضع سنوات، وعمل بعدة وظائف بالجامعة ثم انتدِب لتدريس اللغة اللاتينية بكلية الآداب رغم عدم نيله لدرجة الدكتوراة، بل وعمل أستاذًا لها وللغة اليونانية معها في الجامعة الأمريكية بمصر والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وله عشرات المؤلفات والمترجمات باللغات العربية والانجليزية واليونانية واللاتينية من أبرزها ملحمتي الإلياذة والأوديسة.
صدرت الطبعة الأولى من إلياذة هوميروس عام 1956 عن دار الفكر العربي والتي عادت بطبعة ثانية منها عام 1981، وسُجلت هذه الملحمة من ذاكرة المنشدين الذين ظلوا يأخذونها من بعضهم البعض لنحو خمسة قرون نقلا عن مبدعها هوميروس الذي اعتاد أن ينشدها وهو يتجول في أنحاء بلاد اليونان القديمة تصحبه القيثارة، وشُكلت بعثة خاصة لتقصي أبياتها وتحقيقها تحقيقا دقيقا، وهي تتناول الحروب بين المدن الإغريقية وواقعة حصان طروادة الشهيرة.
بينما أصدرت ذات الدار أولى طباعاتها من أوديسة هوميروس عام 1961 ثم الثانية منها عام 1978، حيث أحس شاعرها بتقصيره في حق بطل ملحمته الأولى “أوديسيوس” فاهتم به وبرحلته للعودة إلى الديار عقب انتهاء الحرب، وما واجهه من أهوال بشجاعة وجسارة، لهذا اقتبس عنوان الملحمة الجديدة “أوديسة” من اسمه، في حين كانت الأولى “الإلياذة” نسبة لمدينة طروادة.