نظمت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، أمس الأول الجمعة، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للمرأةِ اليومَ العالمي المفتوح بشأن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن في كربلاء بالتنسيق مع لجنة متابعة وتنفيذ المصالحة الوطنية في مكتب رئيس مجلس الوزراء. ويُعيد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 التأكيد على أهمية دور المرأة في منع النزاعات وحلّها، وفي مفاوضات السلام وبناء السلام وحفظ السلام والاستجابة الإنسانية وإعادة الإعمار بعد انتهاء النزاع، ويُشدّد على أهمية مشاركتها على قدم المساواة وبشكلٍ كاملٍ في جميع الجهود الرامية إلى حفظ وتعزيز السلم والأمن.
وجرى عقد منتدىً تشاوريّ مع قياداتٍ نسائيةٍ من مجالس محافظات كربلاء والنجف وواسط وبابل والديوانية في الفترة من 9 إلى 12 تشرين الأول لمناقشة سبل تحسين وتعزيز مشاركة المرأة وتمثيلها في العملية السياسية بما في ذلك عمليات التسوية والمصالحة الوطنية.
وكان هذا الحدث أيضاً جزءاً من الاحتفال بالذكرى السنوية السابعة عشرة لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325، وهو أول منتدىً من نوعه يُنظّمُ مع قياداتٍ نسائيةٍ في كربلاء.
وأكّد نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية السيد جورجي بوستين خلال كلمته الافتتاحية على أهمية مشاركة المرأة، مشيراً بأسفٍ إلى تقلّص الحيز السياسي المتاح للمرأة. وأشار إلى مجلس المفوضين المقبل للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والذي لا يتوقع أن يكون فيه أي تمثيل للنساء والأقليات.
وقال بوستين: “ليس كافياً أن تكون هناك امرأةٌ واحدةٌ في مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، آمل أن يكون هناك خمسُ نساءٍ في مجلس المفوضين، بل قد أكون الوحيدَ الذي يرغب في أن يضمّ المجلس أكثر من خمس نساء.” وأكدّ السيد بوستين للمشاركين أن بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ستواصل الدعوة إلى مشاركة المرأة على جميع المستويات، ولا سيما في مبادرات التسوية والمصالحة السياسية الوطنية وبناء السلام من أجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة.
وأضاف بالقول: “عندما تشارك المرأة بشكلٍ مُجدٍ في عمليات السلام، يمكنها أن تساعد في توسيع نطاق الاتفاقات وتحسين آفاق السلام الدائم.”
وأكد أن توصيات المنتدى التشاوريّ هذا سترفع إلى رئيس مجلس الوزراء وإلى مجلس النواب للدعوة إلى إجراء إصلاحاتٍ قانونيةٍ واتخاذ تدابيرَ خاصةٍ لتعزيز مشاركة المرأة.
وثنّت ممثلة الأمم المتحدة للمرأة في العراق السيدة دينا زوربا بآراء مماثلةٍ شدّدت فيها على ضرورة تعزيز مشاركة المرأة على قدم المساواة في عمليات صنع القرار على جميع المستويات من أجل تعزيز الديمقراطية وتمكين جميع النساء والفتيات وتحقيق الهدف الخامس للتنمية المستدامة والمتعلق بالمساواة بين الجنسين. كما أكدت على أهمية المشاركة المنصفة لكلٍ من المرأة والرجل في حلّ النزاعات لتحقيق سلامٍ طويل الأمد.
وأضافت أن “تعزيز حقوق المرأة والتصدي للعوائق أمام المشاركة السياسية لها هو أمرٌ حاسمٌ لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة”.
وحضر المنتدى التشاوريّ أيضا رئيسُ مجلس محافظة كربلاء السيد نصيّف جاسم. وأثنى السيد جاسم في كلمته الافتتاحية على جهود بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة. وقال: “إن هذا الملتقى يكتسي أهميةً إذ أنّه يُعقد في مكانٍ وزمانٍ استثنائيين، في مدينة كربلاء المقدسة وخلال شهر مُحرّمٍ الحرام.” وسلّط الضوء على أهمية دور المرأة في المجتمع.
وخلال المناقشات، أكدّت النساء على الحاجة إلى الإرادة السياسية لتعزيز دور المرأة في مواقع صُنع القرار والعمليات السياسية. وحثّت النساءُ بعثةَ الأمم المتحدة لمساعدة العراق ومنظمةَ الأمم المتحدة للمرأة على دعم الجهود المحلية للدفاع عن الحقوق القانونية التي من شأنها أن تمكن المرأة في الجنوب من المشاركة الكاملة في العملية السياسية. وأوصين كذلك بزيادة حِصص تمثيل النساء.