بين الحين والآخر تجري طائرات عسكرية أمريكية استطلاعا بالقرب من القواعد الروسية في سوريا، وترسل إلى هناك طائرات دون طيار لمهاجمة قاعدة حميميم الجوية.
يوم أمس أجرت طائرة عسكرية أمريكية استطلاعاً بالقرب من قاعدة حميميم الجوية الروسية والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس. يتضح هذا من خلال بيانات مورد الطيران PlaneRadar.
حلقت طائرة دوريات مضادة للغواصات تابعة للبحرية الأمريكية P-8A بوسيدون رقم 168857 في السماء من قاعدة سيغونيلا الجوية التابعة لحلف الناتو في جزيرة صقلية. في الساعة 16:10 بتوقيت موسكو، تم رصد الطائرة في منطقة اللاذقية السورية وساحل لبنان. وكانت الرحلة على ارتفاع 6.6 كيلومتر فوق سطح الأرض، وكانت سرعة الحركة 732.7 كيلومتر في الساعة. حلقت بوينغ بالمنطقة عدة مرات.
16:10 мск.Патрульный противолодочный самолёт, #Boeing P-8A #Poseidon, ВМС США🇺🇸(VP-26) , с бортовым номером 168857, взлетевший с авиабазы #Sigonella🇮🇹, патрулирование в районе Латакии🇸🇾↔️Ливана🇱🇧.#USNAVY #P8A pic.twitter.com/q39uUTSs6e
— PlaneRadar (@ua4wiy_) March 19, 2019
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الطائرات الأمريكية بالتحليق بالقرب من القواعد الروسية في سوريا، فمثلا رصدت يوم 13 فبراير/ شباط 3 طائرات تجسس أمريكية في سماء سوريا. وحلقت إحداهن على ارتفاع 3.3 ألف متر على بعد 30 — 40 كيلومترا من قاعدة “حميميم” الجوية التي تتواجد فيها طائرات عسكرية روسية وقاعدة إمداد القوات البحرية الروسية في ميناء طرطوس، بينما حلقت الطائرتين الأخريتين على بعد كبير من شواطئ سوريا ولكنه يتيح لهما رصد “حميميم” و”طرطوس” وكذلك ريف مدينة مصياف السورية التي نُصبت فيها صواريخ “إس-300” في أكتوبر/تشرين الأول 2018، حسب مصادر أجنبية.
لماذا تحلق هذه الطائرات بالقرب من القواعد الروسية؟
للبحث عن “إس-300″… أقلعت الطائرة ذات الرقم 64-14848 من قاعدة سودا بيي الجوية، الواقعة على جزيرة كريت، يوم 7 أكتوبر تشرين الأول عام 2018.
ونقلت وكالات روسية عن مواقع رصد الطيران الغربية أن الطائرة RC-135V قامت بعشر رحلات جوية على طول الساحل السوي واقتربت 60 كم من قاعدة حميميم الروسية في غضون أربع ساعات.
وحدث كل هذا بعد إرسال منظومة “إس-300” إلى سوريا، فقد أقلقت البنتاغون كثيرا مسألة تسليم المنظومة إلى سوريا، ولعلها كانت تحلق هناك للبحث عن “إس-300”.
لمراقبة التدريبات الروسية… رصدت منظومات الدفاع الجوي في فرقاطات أسطول البحر الأسود الروسي طائرة استطلاع أمريكية Poseidon أثناء المناورات البحرية يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وبحسب موقع military.pravda حلقت الطائرة لفترة طويلة على طول ساحل سوريا، ومن حين لآخر كانت تقترب من القاعدة الروسية حميميم وميناء طرطوس السوري على مسافة حوالي 50 كيلومترا.
وكانت فرقاطات “أدميرال ماكاروف” و”أدميرال إيسين” تقوم بمناورات في نفس الوقت، وكانت تتدرب على البحث عن الأهداف وتحديدها وتدمير طائرات العدو الافتراضي.
لجمع بيانات عن عمل المنظومات الروسية…قال الخبير العسكري ألكسي ليونيكوف لوكالة “سبوتنيك”:
“من الواضح أنهم لا يحلقون في المناطق التي تسيطر عليها منظوماتنا ولكنهم يحاولون الاقتراب قدر الإمكان من القاعدة الروسية. إنهم يريدون جمع المعلومات عن عمل منظوماتنا في سوريا، وخاصة أن إسرائيل تحاول فتح مسألة بأن سماء سوريا يجب أن تكون مفتوحة لسلاح الجو الإسرائيلي من أجل محاربة “التوسع الإيراني” ولكن هذا لم ينجح بعد والأمريكيون يبحثون عن ثغرة من أجل خداع منظوماتنا”.
الولايات المتحدة ترسل طائرات دون طيار لمهاجمة “حميميم”:
اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة بتنسيق هجمات على قاعدة “حميميم” الروسية مع الإرهابيين.
وقع الحادث يوم 6 يناير/ كانون الثاني، حيث أعلنت وزارة الدفاع يوم 8 يناير عن حباط محاولة هجوم للإرهابيين، باستخدام طائرات بدون طيار على قاعدة “حميميم”، ومركز دعم القوات البحرية الروسية بمدينة طرطوس الساحلية السورية، ليلة 6 يناير، حيث تم الكشف عن 13 هدفا جويا صغير الحجم تقترب من المنشآت العسكرية الروسية، وتم التصدي لهذا الهجوم بمهارة عالية، بما في ذلك وباستخدام أساليب الحرب الإلكترونية.
وكشف نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، بعدها أن هجمات الطائرات المسيرة على قاعدة حميميم الروسية في سوريا كانت تحت مراقبة وتحكم القوات الجوية الأمريكية.
وقال فومين: “خلال تلك الهجمة تم إرسال نحو 13 طائرة مسيرة في نفس الوقت، وكان مسارها متناسقا ومشتركا، ولا بد من الإشارة إلى أنه في هذا الوقت بالتحديد كانت طائرة استطلاع أمريكية من نوع “بوسيدون 8″ في الجو تقوم بدورية فوق البحر الأبيض المتوسط”.
وأضاف قائلا: “الطائرات المسيرة كانت تتحكم بها معدات حديثة جدا وليس للإرهابيين مقدرة على استعمالها وهي ليست بحوزة هؤلاء أصلا”.
وأشار فومين إلى أن الدفاع الروسية استطاعت رصد ترددات إلكترونية خارجية ترسل خصيصا لهذه الطائرات المسيرة والتي حاولت من خلالها تغيير مسارها والمهام الموكلة لها”.
ومن الجدير بذكره أن الجماعات المسلحة في سوريا تستخدم بشكل نشط الطائرات بدون طيار، وبشكل خاص لقصف قاعدة حميميم، التي تم استهدافها عدة مرات.