قال ماتيو سالفيني وزير الداخلية الإيطالي أن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس زادت من خطر وجود إرهابيين على متن قوارب المهاجرين المتجهين إلى إيطاليا مضيفا أن موانئ البلاد ستظل مغلقة.
وأضاف في مقابلة إذاعية الأربعاء “تسلل الإرهابيين الإسلاميين لم يعد خطرا وإنما أصبح مؤكدا ومن ثم واجبي أن أكرر أنه لن يُسمح برسو السفن على الشواطئ الإيطالية”.
تسلل الإرهابيين الإسلاميين لم يعد خطرا وإنما أصبح مؤكدا
ورفض سالفيني، وهو زعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة، القول ما إذا كان موقف إيطاليا سيتغير في حال اندلاع حرب كاملة في ليبيا بعد تأجج الفوضى في البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.
وتدعم روما حكومة الوفاق نظرا لمصالح اقتصادية بالرغم من المعطيات المتداولة حول تواطؤ حكومة السراج مع جماعات إرهابية مرتبطة بالقاعدة والجماعة الليبية المقاتلة وبعض الجماعات الاخوانية.
وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج قد استحضر فزاعة الهجرة وتنامي الإرهاب في محاولة لاستدعاء تدخل أوروبي أقوى لوقف عملية طرابلس التي أطلقها الجيش الوطني الليبي لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس.
وحذر السراج في مقابلتين مع صحيفتين ايطاليين من أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية.
وقال السراج لصحيفة لا ريبوبليكا “لن يكون هناك فقط 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، سيكون هناك ليبيون يفرون من هذه الحرب فيما استأنف إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية نشاطهم في جنوب ليبيا”.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إنه “يستحيل توقع عدد الأشخاص الذين يمكن أن يغادروا ليبيا”، مضيفة “ثمة قلق الآن على أمن المدنيين والمهاجرين في البلاد”.
وبالفعل شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمتطرفين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق انطلاقا من مطار طرابلس إلى تركيا ومنها إلى بؤر التوتر وذلك في عهد حكومتي خليفة الغويل المدعومة من الإسلاميين وحكومة السراج.
وجاء في شهادات مقاتلين تونسيين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واعتقلوا في سوريا أنهم وجدوا تسهيلات في ليبيا وتركيا لبلوغ وجهتهم.
وقادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئي الثلاثاء ثاني عملياتها لنقل 150 لاجئا إلى مركز تابع للمفوضية في وسط العاصمة الليبية بعيدا عن الاشتباكات على مشارف المدينة.
وهناك آلاف من المهاجرين واللاجئين الأفارقة محاصرون في طرابلس وسط معركة للسيطرة على المدينة. ولم يتمكن كثيرون من مغادرة المناطق الواقعة في جنوب طرابلس بسبب القصف وتبادل إطلاق النار المستمر.
وقال مسؤول الأربعاء إن أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا في قصف عنيف على العاصمة الليبية.
وبعد مرور ما يقرب من أسبوعين على بدء هجوم قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر على طرابلس، لا تزال القوات موجودة في ضواحيها الجنوبية حيث تواجه جماعات مسلحة موالية لحكومة طرابلس المعترف بها دوليا.
وتستضيف ليبيا أكثر من 700 ألف شخص فروا من ديارهم وكثيرا ما يسلكون طريقهم عبر الصحراء سعيا وراء حلم العبور إلى أوروبا من أجل حياة أفضل.
وهناك نحو سبعة آلاف منهم في مراكز احتجاز معظمها في طرابلس حيث كانت الأوضاع مزرية بالفعل حتى قبل أن يبدأ سماع دوي إطلاق النار والقذائف مع اقتراب الجيش الوطني الليبي.
وتريد الأمم المتحدة نقلهم إلى أماكن آمنة على وجه السرعة لكن نتيجة تصاعد القتال بوتيرة سريعة فإنها لم تتمكن أن تنقل سوى اللاجئين الأكثر عرضة للخطر وبينهم نساء وأطفال إلى منشأة توفر لهم الحماية وظروف معيشة ملائمة.
وكشفت وسائل إعلام مصرية، عن استقبال البلاد جرحى ليبيين جراء المواجهات في العاصمة طرابلس ومحيطها.
وأفادت صحيفة “أخبار اليوم” (مملوكة للدولة)، مساء الثلاثاء، أن 5 جرحى وصلوا مطار القاهرة الدولي، بعد اثنين آخرين وصلا السبت.
ووصفت الصحيفة الإصابات بالخطيرة، مشيرة أن بينها حالات بتر، دون تفاصيل بشأن هوياتهم. وأوردت “أخبار اليوم” حوارات أجرتها مع مصابين، مكتفية بالإشارة إلى أسمائهم الأولى وأعمارهم (من 24 إلى 42 عامًا).
والأحد، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود قوات الشرق الليبي، بعد أيام من إطلاق الأخير هجومًا على طرابلس وأكد السيسي خلال اللقاء دعم بلاده “وحدة واستقرار وأمن ليبيا، وجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة”، في إشارة إلى تأييد هجوم الجيش الليبي.
وتشن قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما منذ 4 أبريل/نيسان للسيطرة على العاصمة الليبية مقر حكومة الوفاق في عملية قالت إنها تهدف إلى القضاء على “الإرهابيين والمرتزقة”.
وقتل 147 شخصا وأصيب 614 آخرون منذ بدأ حفتر هجومه على العاصمة الليبية، وفق حصيلة لمنظمة الصحة العالمية الاثنين.
ويأمل الجيش الوطني الليبي في بسط سيطرته على غرب ليبيا في حين يسيطر على شرقها وقسم كبير من جنوبها.
في المقابل تقاوم قوات لحكومة الوفاق مع ميليشيات مواليه لها وتؤكد تصميمها لشن هجوم مضاد معمم.