احتشد العديد من المتظاهرين في باماكو الجمعة للتنديد بالهجمات الدموية التي تشهدها مالي ولقول “كفى” في وجه المجازر المتواصلة خاصة في وسط البلاد، حيث بلغ الوضع “نقطة التأزم” وفق وكيل أمين عام الأمم المتحدة لعمليات السلام.
وقالت الشرطة إن أعداد المتظاهرين وصلت نحو ثلاثة آلاف شخص، بينما قال المنظمون إن الأعداد وصلت إلى خمسة آلاف متظاهر.
ومنذ عام 2015 وظهور المتشدد أمادو كوفا الذي يستقطب خصوصا الفولانيين الذين يمارسون الرعي تقليدياً، تستمر الاشتباكات بين هذه الجماعة والبامبارا والدوغون، المزارعين بشكل أساسي والذين شكّلوا “لجاناً للدفاع عن النفس” خاصة بهم.
وتتزايد البلدات التي باتت تتعرض لهجمات ويرتفع عدد الضحايا والقتلى، بينما يرفض رئيس الدولة ابراهيم بوبكر كيتا الحديث عن “صراع إثني”. وعيّن كيتا الخميس رئيس مالي الموقت بين 2012 و2013 ديونكوندا تراوري، وهو أحد القريبين منه، في منصب “مبعوث رئيس الجمهورية إلى الوسط”.
ولبّى عقب صلاة الجمعة الآلاف في وسط باماكو دعوة تجمّع منظمات شباب منطقة موبتي (وسط) للمطالبة بوضع حد لدوامة العنف التي لم تنجح حتى الآن التعزيزات العسكرية في كبحها.
ورفع المشاركون لافتات كتب عليها “انزعوا سلاح الميليشيات”، “فرنسا متواطئة”، “لنقل لا في وجه الكراهية”، “احموا المدنيين”، و”الفولان والدوغون ضحايا”.
تزامناً، أنهى وكيل أمين عام الأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا، زيارة إلى مالي الجمعة، رافقه خلالها بيدرو سيرانو، المسؤول الثاني على صعيد السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأعلن لاكروا على هامش زيارة إلى موبتي أنّ “الوضع لامس ما يمكن أن نسميه نقطة التأزم”، وأضاف “نحن على استعداد لزيادة جهودنا لدعم الجهود المالية”. غير أنّه شدد على أنّ “الحل يجب أن يكون مالياً داخلياً”.
ومن المنتظر أن يناقش مجلس الأمن الدولي في 27 حزيران/يونيو التجديد لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما).