أكدت الشرطة الإثيوبية، مقتل 67 شخصًا، خلال التظاهرات التي اندلعت منذ أيام، للمطالبة برحيل رئيس الوزراء آبي أحمد.
أفادت وكالة بلومبرج الإخبارية، الجمعة، بأن إثيوبيا نشرت جيشها في منطقة أوروميا في وسط البلاد لقمع الاحتجاجات التي أعقبت اتهام ناشط بارز للحكومة بوضع حياته في خطر.
وخلفت المواجهات التي سجلت خلال تظاهرات هذا الاسبوع في اثيوبيا 16 قتيلا على الاقل، وفق منظمة العفو الدولية، ما دفع المعارض جوهر محمد الجمعة الى اتهام رئيس الحكومة حائز نوبل للسلام ابي احمد بالتصرف مثل “دكتاتور”.
وقال جوهر إن الحكومة أمرت بسحب الحراسة الأمنية ما يشكل تهديدا لحياته. ونفت الشرطة ما أثير بأنها حاولت ابعاد الجهاز الامني للمعارض. وقالت إن هناك عملية إنقاص للحراسة الأمنية المكلفة للناشطين والسياسيين.
واندلعت أعمال العنف الاربعاء في العاصمة اديس ابابا قبل ان تمتد الى منطقة اوروميا اثر نزول أنصار المعارض للشارع وحرق اطارات سيارات واقامة حواجز وسد الطرقات في عدة مدن.
ونقلت الإذاعة الإثيوبية عن محمد تسميه المسؤول عن العلاقات العامة في وزارة الدفاع قوله إن الجيش انتشر “لاستعادة الحياة الطبيعية في المنطقة.”
وأضاف أن الجيش سوف يتمركز في العديد من البلدات في أوروميا وسوف يبقى حتى استعادة السلم.
وقال الباحث لدى منظمة العفو الدولية فيسيها تيكلي “حتى الان هناك 16 قتيلا مؤكدا لكن العدد الاجمالي أكبر (على الارجح) وهناك معلومات تسري لازالت تحتاج لتأكيد”.
وأضاف لفرانس برس “بعضهم قتل ضربا بعصي ومناجل. لقد أحرقت منازل. وتم استخدام اسلحة نارية”.
وأعلنت وزارة الدفاع الجمعة نشر عسكريين في سبع مناطق لازال الوضع فيها متوترا.
وقال المعارض جوهر محمد (32 عاما) في مقابلة الجمعة في مقر اقامته باديس ابابا “لجأ ابيي احمد الى ما يؤشر الى التمهيد لاقامة دكتاتورية. حاول ترهيب الناس بمن فيهم حلفاءه الذين مكنوه من تولي السلطة والمختلفين مع بعض مواقفه”.
وأضاف “ان الترهيب هو مقدمة الدكتاتورية”.
وكان لجوهر محمد دور أساسي في التظاهرات المناهضة للحكومة التي أدت الى الاطاحة بسلف ابيي وتعيين الاخير في نيسان/ابريل 2018 رئيس حكومة وهو اصلاحي من اتنية اورومو.
وكانت اتنية التيغراي التي لا تمثل سوى 6 بالمئة من السكان، هيمنت لفترة طويلة على حكم اثيوبيا.
وكانت جبهة تحرير شعوب تيغراي وراء الاطاحة العنيفة بالنظام العسكري الماركسي في 1991 وهيمنت حتى 2018 على التحالف الحاكم في اثيوبيا منذ ذلك التاريخ “الجبهة الثورية للشعب الاثيوبي”.
لكن التظاهرات التي قادتها الاتنيتان الاكبر في البلاد الاورومو والتيغراي هزمتا هذه الجبهة. ومع ان جبهة تحرير شعوب تيغراي لاتزال ضمن الجيهة الثورية، فقد تم ابعادها من العديد من المناصب الاساسية.
ويتهم جوهر مبارك من خصومه بانه يحث على الكراهية الاتنية في ثاني أكثر بلدان افريقيا سكانا (110 ملايين نسمة).