أفادت مراسلة “سبوتنيك” في العراق، نقلا عن مصدر طبي، بوفاة متظاهرين إثنين متأثرين بجراحهما في مستشفى الجملة العصبية، الذي استقبل خلال ثلاث ساعات فقط 47 جريحا.
وحسب المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن متظاهرا توفي مساء أمس في مستشفى الجملة العصبية المقابل لمول النخيل شرقي العاصمة بغداد، فيما توفي متظاهر أخر متأثرا بجراحه إثر إطلاق نار مطاطي في منطقة الرأس، صباح اليوم.
وبين المصدر، أن المتظاهر الذي توفي متأثرا بإطلاق مطاطي بالرأس، أعزب في العشرينيات من عمره.
وأضاف المصدر، “استقبل مستشفى الجملة العصبية، منذ الساعة الـ11 صباحا، وحتى الـ2 ظهرا ً، 47 متظاهرا مصابا بجروح متفاوتة، إثر الرصاص المطاطي، والحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع”.
واكتظ مستشفى الجملة العصبية الذي أعلن حالة الإنذار كباقي مستشفيات العاصمة، والبلاد، بالمتظاهرين الجرحى إثر قنابل الغاز المسيل للدموع التي ألقيت من قبل القوات الأمنية لتفريق التظاهرات، والتي منها سقطت فوق رؤوس المتظاهرين، ومنها من اخترقت أجسادهم متسببة بمقلتهم.
أفادت مرسلتنا، اليوم السبت، بإصابة إعلامي أخر من قناة السومرية العراقية الفضائية بعد يوم من تعرض زميله المراسل هشام وسم، لجروح بليغة وخطرة أسفرت عن تشوه وجه إثر قنبلة غاز مسيل للدموع أثناء تغطيته لتظاهرات بغداد.
وأصيب المصور علي جاسم، الذي يعمل لصالح فضائية “السومرية”، بجروح خطرة في منطقة الساق، بسبب قنبلة غاز مسيل للدموع أصابته، في ساحة التحرير، لتغطية التظاهرات المستمرة حتى الآن، في العاصمة، ومحافظات الوسط، والجنوب ضد الفساد، والبطالة.
ويرقد جاسم في إحدى مستشفيات العاصمة بغداد، لتلقي العلاج، وهو في حالة صحية جيدة.
وأصيب المراسل هشام وسيم الذي يعمل أيضا في فضائية “السومرية” العراقية الفضائية، بجروح خطرة في وجهه بسبب تلقيه ضربة من قنبلة غاز مسيل للدموع ألقتها القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين من ساحة التحرير وبالقرب من الجسر الجمهوري، المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة مقر لها.
واستمرت حصيلة العنف الذي طال المشاركين في التظاهرات في بغداد، ومحافظات الوسط، والجنوب، بالإرتفاع لتصل حتى الآن إلى 32 قتيلا، وآلاف الجرحى، إثر الرصاص الحي، والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأكد الخبير الأمني العراقي البارز، الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، في حديث لمراسلة “سبوتنيك” في العراق، اليوم، أن أخر تحديث لحصيلة ضحايا تظاهرات 25 أكتوبر، ارتفعت إلى 32 قتيلا، ونحو 3000 جريحا في بغداد، و7 محافظات جنوبية.
وأضاف الهاشمي، أن الاستعدادات قد بدأت لإعلان الاعتصامات في الساحات المركزية في المحافظات السبعة.
وأفاد بإن الصراع الفصائلي، والحزبي، الذي شهدته سبع محافظات من جنوبي العراق، أسفر عن إحراق، وتدمير 88 مقراً، وبناية حزبية، وحكومية، وخاصة، وبلغ عدد القتلى الذين سقطوا فيها قرابة 27 قتيلا بسبب الاقتتال الفصائلي، دون أن تتدخل القوات الأمنية عدا إعلان حظر التجوال في بعض المحافظات، والعشائر تستنفر للتهدئة، واحتواء الفوضى.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة في العراق، في وقت متأخر من ليلة أمس، بيانا تلقته “سبوتنيك” هددت فيه “المخربين الذين يحرقون الممتلكات العامة بالتعامل معهم بوصفهم إرهابيين”.
وقالت القيادة، إنه “وفي الوقت الذي تشهد فيه البلاد تظاهرات للمطالبة بالحقوق التي كفلها الدستور العراقي، فقد استغل البعض هذه التظاهرات وعمل على قتل المواطنين وإصابة آخرين وحرق الممتلكات العامة والخاصة ونهبها، دون أي وازع ضمير، وعليه فإن قواتنا الأمنية البطلة بجميع صنوفها ستتعامل مع هؤلاء المخربيين المجرمين بحزم وفقا لقانون مكافحة الإرهاب، وتعتبر هذه التصرفات غير القانونية جريمة يجب التعامل الفوري معها بشكل ميداني وعاجل”.
وأضاف البيان”كما أننا نحذر من العبث بأمن المواطنين وسيكون هناك إجراءات صارمة بحق هؤلاء الذين لا يمتون للمتظاهرين السلميين بصلة، وندعو المتظاهرين إلى التبليغ عنهم وعدم السماح لهم بالتواجد في صفوفهم، وستكون الأجهزة الأمنية كما عهدها الشعب العراقي السيف القاطع ضد الإرهاب والمجرمين”. وعلمت مراسلة “سبوتنيك” في العراق، من مصدر من داخل مستشفى الجملة العصبية القريبة من ساحة التحرير، وسط بغداد، مساء أمس الجمعة، أن إدارة المستشفى، وكذلك مستشفيات الشيخ زايد، والكندي، والواسطي، وجهن نداء إلى جميع كوادرها بالعودة إلى الدوام من عطلتهم الرسمية.
وأفاد المصدر الذي تحفظ الكشف عن أسمه، بإن مستشفى الجملة العصبية، والشيخ زايد، والواسطي، أعلنت حالة الإنذار، نتيجة الزخم الكبير للمصابين الذين وصلوا من التظاهرات منذ ليلة أمس.
وانطلقت أعداد كبيرة من المتظاهرين في ثورتهم التي حشدوا إليها، مساء الخميس الماضي 24 أكتوبر، في وسط العاصمة العراقية، بغداد، ومحافظات أخرى، وسط وجنوبي البلاد، ضد الفساد، مطالبين بإقالة رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي، وحل البرلمان، والدعوة إلى حكومة إنقاذ وطني، وانتخابات تحت إشراف دولي أممي.