انتشرت تقارير إعلامية، بعد أيام من الإعلان عن إنتشار فيروس “كورونا” الجديد في الصين، تربط بين المرض وأكل لحوم بعض الطيور والحيوانات.
ولكن هذا الأمر أثار تساؤلات عديدة، حول علاقة اللحوم المصنعة والحيوانات بانتشار المرض، لذلك حاولنا في التقرير التالي الإجابة على بعض من تلك التساؤلات.
طرق الانتشار
قال الدكتور أحمد الخولي، رئيس قسم متابعة اللقاحات في الحجر الصحي بمطار القاهرة لـ”سبوتنيك”: “إن هناك أكثر من نوع من فيروس كورونا، هناك عائلة للفيروس متوطنة في الحيوانات البرية ولا تنتقل للإنسان، أما النوع الآخر وهو الذي يصيب البشر عن طريق الجهاز التنفسي، وينتقل عبر الهواء والغبار والاتصال المباشر بالشخص المصاب”.
وتابع “تلك هى الطرق الرئيسية لانتقال المرض بين البشر بالإضافة إلى طرق ثانوية أخرى، أما الحيوانات فهى بعيدة تماما عن نقل المرض، لأن كورونا الحيوان مختلف تماما عن كورونا البشر وليس هناك أي رابط بينهما”.
الحجر الصحي
وأكد رئيس قسم متابعة اللقاحات، أن “اللحوم والحيوانات ليست عامل مباشر في نقل العدوى، وأهم شيء لوقف انتشار الوباء في أماكن ودول أخرى أن يتم الحجر على المناطق الموبوءة بعدم دخول أو خروج أي شخص من تلك المناطق”.
وأضاف قائلا “لكن ما حدث في كورونا أنه نقل إلى أكثر من دولة ولم يعد قاصرا على الصين نتيجة عدم فرض الحجر الصحي بشدة”.
وأشار الخولي إلى أن عائلة “كورونا” هى من أنتجت فيروس “سارس” في عام 2003، وتلاه فيروس آخر ولكن لم يكن بنفس درجة الخطورة التي عليها فيروس “كورونا” الجديد.
وقال رئيس قسم متابعة اللقاحات: “كورونا العائلة متواجدة في الحيوانات الأليفة مثل القطط، عندما يصيب الإنسان فإن أعراضه بسيطة جدا حيث يسبب إسهال، للمريض وليس له أي علاقة بالجهاز التنفسي”.
توقعات قادمة
ونفى رئيس قسم متابعة اللقاحات، أن “تكون هناك علاقة بين انتقال المرض للإنسان عن طريق اللحوم أو أكل الجوارح والخفافيش وغيرها من الطيور والحيوانات، هناك نظريات تتحدث عن هذا ولكنها لم تثبتها حتى الآن”.
وأوضح قائلا “هناك أكثر من نوع من فيروس كورونا متوطنة في الحيوانات، وطريقة انتقال الفيروس الجديد تكون من آدمي إلى آخر ولا ينتقل عبر الحيوانات للإنسان مثل الإنفلونزا”.
وأضاف الخولي، “فيروس كورونا معروف منذ فترة طويلة ولكنه يتحور من فترة إلى أخرى، وفيروس كورونا الحالي هو خليط بين نوعين من الفيروسات منها سارس، وأخطر المشاكل التي وقعت بعض الدول فيها، هى قيام تلك الدول بنقل مصابين أو غير مصابين من مواطنيها إلى بلادهم، لأن أصول الحجر الصحي عدم النقل من وإلى الأماكن التي ينتشر بها الوباء حتى يتم إيجاد علاج أو يتوقف انتشار الفيروس بصورة أو بأخرى”.
ولفت الخولي إلى أن “كل التوقعات تشير إلى أن الفيروس سينتشر ويتوسع، لكنه كفيروس ليس بالقوة والضراوة وهو يشبه أعراض الإنفلونزا بصورة كبيرة، وسبب التهويل أن الوباء في بدايته ولا يوجد علاج، وكان يجب أن يكون هناك قرار سريع بعزل المنطقة المصابة وتشديد الحجر الصحي”.
وقال الدكتور روبير كامل أستاذ اللحوم والصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث في مصر لـ”سبوتنيك”، إن “فيروس كورونا الجديد ينتشر عبر الهواء والغبار وأي صناعة يمكن أن تلامس هذا الهواء يمكنها أن تكون ناقل للفيروس، وصناعات اللحوم غير بعيدة عن ذلك”. وأشار أستاذ اللحوم إلى أن
“كورونا الجديد لا ينتقل بصورة مباشرة عبر اللحوم، لكنه ينقل من بشر لبشر، وأثناء عمليات تصنيع اللحوم يتدخل العامل البشري الذي يمكن أن يكون مصاب وينشر العدوى لمن حوله وبالتالي إلى اللحوم”. وأضاف كامل، “خطورة الفيروسات تكمن في سرعة انتشاره داخل الجسم وتكاثرها السريع وتكسيرها الخلايا داخل جسم الإنسان، ويمكن انتقال بعض الفيروسات من الحيوان للإنسان والعسكر بالعديد من الطرق، لكن حتى الآن لا توجد أدلة وبراهين علمية على انتقال كورونا بين الحيوانات والبشر”.
قال المتحدث باسم اللجنة المعنية بشؤون الصحة في الصين، مي فينغ، خلال مؤتمر صحفي اليوم : “تلقت لجنة شؤون الصحة في الفترة من الساعة 0:00 حتى الساعة 24:00 من يوم 12 شباط/ فبراير معلومات عن 15152 حالة إصابة جديدة بالتهاب رئوي ناجم عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد في 31 مقاطعة، من بينها 174 حالة خطيرة جديدة و254 حالة وفاة، وشفاء 1171 حالة”.
وأضاف: “حتى منتصف ليل 12 شباط/ فبراير بلغ عدد الإصابات المؤكدة 59804 حالة في 31 مقاطعة (من بينها 8030 في حالة صحية متأخرة)، وشفاء 5911 شخص ووفاة 1367”.
بينما أكد مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأسبوع الجاري أن فيروس كورونا يشكل “تهديدا خطيرا جدا” للعالم، على الرغم من وجود 99 في المئة من الحالات في الصين.
هذا وتتلاشى جهود السلطات الصينية بالسيطرة على انتشار هذا الفيروس القاتل، مع ارتفاع عدد الضحايا والمصابين، وأكدت منظمة الصحة العالمية أمس أنه “من المبكر جدا” الإعلان عن أي استنتاجات بشأن ذروة فيروس كورونا وعن أي مراحل يدور الحديث.