>> “المجهول”.. أتى منه “دياب” وينتظر “سلامة”
الهجوم المتبادل بين رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب وحاكم مصرف لبنان (البنك المركزي اللبناني) رياض سلامة وصل إلى حرب تكسير العظام، بعد أن لوح “دياب” باتهام “سلامة” بأنه سبب استدانة لبنان على يد الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة وتصل ذروة الاتهام بأن سلامة ساهم في الاستيراد لصالح سوريا بسبب العقوبات التي تمنعه من ذلك الدور، ليرد عليه “سلامة” بأن مصرف لبنان قام بتمويل الحكومة في حدود القانون اللبناني الخاص بعمليات التمويل والتسليف، إلا أن “دياب” استنكر أنه تابع كلمة “سلامة” كاملة وسيرد عليها لاحقا.
“سلامة” المعروف بأنه مهندس عمليات الهندسة المالية للبنان خلال السنوات الأخيرة والذي طاله هجوم شديد بسببها من قبل تيارات سياسية في لبنان خلال السنوات الأربع الأخيرة يبدو أنه لن يكون فريسة سهلة أمام “دياب” الذي أتى في مهمة صعبة عليه سياسيا ووظيفيا، خاصة وأن “دياب” ليس له عهد أو باع الطويل في السياسة أو الاقتصاد، مما يجعله في حرب غير متوازنة، خصوصا في دولة مثل لبنان في يحكمه توازنات سياسية وتركيبة مجتمعية معقدة؛ نظرا لاختلاف أديانه وطوائفه.
الأزمة باتت معقدة التركيب سياسيا واقتصاديا، في بلد يحتاج للخروج من أزمته على إثر الأحداث الأخيرة إلى ٨٠ مليار دولار أمريكي، في الوقت الذي ارتفع فيه سعر صرف الليرة إلى ٤٠٠٠ مقابل الدولار الأمريكي؛ ليعلن “سلامة” أن لبنان يحتاج في العام الواحد إلى ١٦ مليار دولار أمريكي، وأن المصرف المركزي به حاليا ٢٠ مليار دولار أمريكي، مما يتوجب معه مساعدة المجتمع الدولي لبنان للخروج من أزمته، وتنفيذ تعهدات مؤتمر “سيدر” الذي عقد في باريس عام ٢٠١٨ وأقر بتقديم مساعدات إلى لبنان بقيمة ١١ مليار دولار.
ولم يفت “سلامة” أن يلقي باللوم على الحكومات السابقة في تأخرها في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي تعهدت بها في كل مرة وأنها كانت تستدين من المصرف المركزي لتمويل فاتورة الاستيراد، علاوة على الفراغات السياسية المتعاقبة على لبنان من فراغ في رئاسة الحكومة أو في رئاسة الجمهورية وكذلك تعطيل مجلس النواب.
“سلامة” رجل الدولة الفولاذي في المشهد اللبناني.. هل يستطيع الفرار من المصيدة التي بدأ نسج خيوطها من أرباب الإصلاح ومحاربة أطياف السياسة اللبنانية، ليعلن حسان دياب انتصاره في معركة غير متكافئة (وزنا) بين الطرفين؟!
لكن المؤكد أن “المجهول” هو الذي سيحدد مصير المعركة بين الإثنين، فهو عامل مشترك بين “دياب” و”سلامة”، فالأول جاء من عالم المجهول إلى دهاليز الحكم والسياسة في بلد لا رحمة فيها لساستها، والثاني ينتظره مصير مجهول بعد ترجيحات ليكون “كبش فداء” الأزمة اللبنانية التي مازالت تبعاتها مستمرة منذ الحراك الشعبي الذي انطلق في 17 أكتوبر الماضي.. فأي مجهول يقضي على أحدهما أو الاثنين؟