رغم نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتخل عن رغبتها الدفينة: دراسة التكنولوجيا العسكرية السوفيتية، ولا سيما المقاتلة ميج- 29 التي أطلق عليها يوما “درة التاج السوفيتي”.
ولحسن حظ واشنطن، فقد وجدت دولة تمد العون لها هي مولدوفا، التي كانت تملك الطائرة وفي الوقت نفسه بحاجة ماسة للمال.
وكشف موقع “ناشونال إنترست” الأمريكي في تقرير، السبت، تفاصيل سرية عن حصول الولايات المتحدة عن المقاتلة الشهيرة.
وأوضح أنه مع انهيار الاتحاد السوفيتي أواخر عام 1991، ورثت الدول المستقلة حديثا كما هائلا من الأسلحة التي خلفها الجيش الأحمر السوفيتي.
وكانت أكثر الحالات المثيرة هي دولة مولودفا، الواقعة بين رومانيا وأوكرانيا، حيث كانت تمتلك أسطولا كبيرا من الطائرات الحربية مقارنة بمساحتها الصغيرة.
وبحسب التقرير، فإنه كان لدى مولدوفا 34 مقاتلة من طراز ميج-29، و8 طائرات مروحية من طراز “أم أي 8″، وحفنة من طائرات الشحن.
لكن هذا الأسطول بحاجة إلى صيانة، وهذه لا تتم إلا بتكاليف باهظة لا تستطيعها الدولة حديثة الاستقلال.
الخوف من إيران
وخشيت الولايات المتحدة من أن تبيع مولدوفا المقاتلات، القادرة على حمل أسلحة نووية، إلى إيران، بسبب حاجة الدولة الجديدة للأموال.
وقال موقع “ناشونال إنترست” إن الولايات المتحدة استخدمت أقوى سلاح لديها وهو المال، من أجل الحصول على المقاتلة ومنع وصولها إلى الأيدي الإيرانية.
وأضاف أنه بحلول العام 1997، كانت واشنطن قد اشترت 21 مقاتلة ميج- 29. ولم تنقلها كما هي إلى الأراضي الأميركية، بل قامت بتفكيكها ووضعها داخل طائرات شحن ضخمة، هبطت في ولاية أوهايو.
لكن أين توجد هذه المقاتلات؟
تقول مجلة متخصصة في شؤون الجو والفضاء إن طائرات ميغ- 29 لم تظهر مجددا، وظلت حبيسة مراكز المخابرات ومرافق سلاح الجو الأمريكي.
وكانت المقاتلة ميج- 29 تعتبر أكثر الطائرات السوفيتية تطورا على الإطلاق، حتى أنها وصفت بدرة تاج الصناعات العسكرية لموسكو.
في المقابل، حصلت مولدوفا على 40 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية، وبعض المركبات العسكرية ومعدات أخرى غير قتالية.
وباعت الدولة السوفيتية السابقة ما تبقى من سلاحها الجوي لكل من اليمن وإريتريا في حينها.