>> الحكم غير مسيس واعتمد الشفافية والبراهين
>> المحكمة أوضحت أن اغتيال “الحريري” وقع لأسباب سياسية
>> جميع اللبنانيين قبلوا بالحكم وننادي بالحقيقة والعدالة للشهداء
بعد 15 عاما من مقتل رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري أسدلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الستار على القضية باتهام أحد عناصر حزب الله “اللبناني” وهو سليم عياش، وتبرئة ثلاثة آخرين، بما يؤكد ضلع “حزب الله” في عملية اغتيال “الحريري”. وبثبوت الاتهام بحق سليم عياش “المختفي منذ الاغتيال في عام 2005″ فقد أصبح من الضروري تسليمه من قبل حزب الله” إذا كان بحوزته، إلا أن “حزب الله” لم يعترف أصلا بالمحكمة، وكان دائم النفي بعدم تورطه في اغتيال “الحريري”.
حول تداعيات حكم المحكمة الجنائية الخاصة بمقتل “الحريري” وانعكاسه على المشهد اللبناني يقول المحلل السياسي اللبناني وعضو المكتب السياسي لحزب “المستقبل” منير الحافي في تصريحات خاصة لـ”العربي الأفريقي”: حكم المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعه الوزير الشهيد باسل فليحان و٢٠ شهيداً في ذلك اليوم المشؤوم، ١٤ فبراير ٢٠٠٥، نقبل به كلبنانيين منادين بالحقيقة والعدالة للشهداء.
وأضاف “الحافي”: صحيح أننا انتظرنا حكماً أوسع يطال كل المتآمرين، إلا أن إدانة المحكمة لسليم عياش وهو قائد عسكري في حزب الله، تشير بوضوح إلى الجهة التي ينتمي إليها هذا العنصر، كما أن المحكمة تحدثت عن اغتيال الرئيس رفيق الحريري “لأسباب سياسية”، وعرضت لآخر لقاء بين الحريري ووزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، وللقاء البريستول المعارض للسلطة الأمنية السورية اللبنانية الذي شارك به فريق الحريري.
وقال “الحافي”: أعتبر أنه بعد ١٨ أغسطس، يوم النطق بالحكم ليس كما قبله، وأنظار العالم صارت متوجهة أكثر نحو “حزب الله” الذي عليه أن يلاقي ولي الدم الرئيس سعد الحريري في منتصف الطريق وأن “يضحي” كما طالبه الحريري.
وتابع “الحافي”: التضحية برأيي لا تشمل فقط تسليم القاتل، بل الذهاب إلى ما يطالب به اللبنانيون من حيث تسليم سلاحه والانخراط بعملية بناء الدولة اللبنانية بعيداً عن السلاح من جهة، وعن الفساد والنهب والتهريب وضياع الفرص، من جهة ثانية.
واعتبر “الحافي” أن حكم المحكمة الدولية غير مسيس وأنه يعتمد الشفافية والبراهين وهذا الأمر قبل به مناصرو الرئيس سعد الحريري، وعلى “حزب الله” الذي برأت المحكمة باقي عناصره أن يعترف بمهنية المحكمة وأن يرضخ لتسليم سليم عياش اذا كان مقتنعاً أنه “بريء”.
وحول اعتبار انصار سعد الحريري الحكم مخيبا للآمال وغير كافٍ، قال “الحافي”: “أنصار الحريري” يعتبرون الحكم مخيباً للآمال لأنهم انتظروا سوق المتهمين جميعاً الى العدالة وهذا أمر طبيعي ومن حقهم، لكن هذا الجمهور هو جمهور يؤمن بالدولة وبالسلم الأهلي، وتأثر بكلام الرئيس سعد الحريري، الذي هو وليُ دم أبيه وتحدث باسم عائلته في البيان إثر النطق بالحكم قائلا: “إنني أقبل بالحكم.. لكن دم الرئيس الشهيد لن يضيع.. وننتظر تسليم سليم عياش..”. هم ينتظرون تسليم حزب الله أو الدولة اللبنانية المتهم عياش، وعندها يمكن التوسع بالتحقيق ويمكن لهذا المسؤول في حزب الله أن يدافع عن نفسه أو يعطي حقائق أو معلومات تبرىء أو تدين أشخاصاً أو مسؤولين في حزبه. أما جمهور تيار المستقبل ومناصرو الحريري، فرغم أنه مصاب باغتيال ومقتل رجل كبير هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلا أنه واعٍ كفاية لقبول العدالة الدولية ومؤمن بعدالة السماء أيضاً بحق المجرمين.
وحول اعتبار جمهور حزب الله أن المحكمة برأت الحزب والنظام السوري من جريمة الاغتيال بما يعد انتصارا جديدا للحزب، قال “الحافي”: “حزب الله” لم يعترف اصلاً بالمحكمة وقال أمينه العام إنه غير معني بالمحكمة، لكن بعد قرار المحكمة بعدم اتهام باقي المجموعة “لعدم كفاية الأدلة” يجب أن يعيد النظر بالحكمة، لأنها أثبتت أنها حيادية ولا تأخذ إلا بما لديها من معطيات. أما أنصار حزب الله فهم “معترفون” بالحكم. رأينا ذاك في تعليقات المغردين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين “هللوا” لبراءة العناصر الثلاثة التابعة لحزب الله. أما أهالي بلدة حاروف في الجنوب التي ينتمي إليها سليم عياش، فتفاعلوا أيضا مع القرار ونصبوا يافطة عند مدخل البلدة تشيد بعياش وتصفه “بالمقاوم الحاج”.