“خامنئي” يطالب الأوروبيين ألا يتناغموا مع أمريكا في رفض تواجد النظام الإيراني في المنطقة والمشاريع الصاروخية
بعد مضي خمسة أيام من إعلان السياسة الأمريكية الجديدة ضد نظام الملالي وتسمية قوات الحرس بالإرهاب، ظهر خامنئي الولي الفقيه المنهار للنظام في الساحة وأطلق ادّعاء مضحكا «لا نريد أن نتلف وقتنا … في الرد على الرئيس الأمريكي» وحاول من خلال إطلاق السبّ والشتائم التستر على خوفه وخوف نظامه من السياسة الأمريكية الجديدة ويعطي معنويات لعناصره المنهارة. لكن معذلك حذّر وكلاء النظام بقوله ينبغي «ألا نغفل مكر ومؤامرة العدو… لأن هناك قضايا لا تقل أهميتها من الحرب» متّهما «بعض المسؤولين» للنظام بـ «الغفلة» و«الانبهار بالغرب» وقال لو علموا ماذا يقولون «فهم خائنون للبلد».
وأضاف وهو مصاب بالإحباط بشدة من انضمام الأوروبيين إلى أمريكا بشأن المشاريع الصاروخية والتدخلات الإجرامية للنظام في المنطقة : الأوروبيون رفضوا تصريح الرئيس الأمريكي فيما يخص الاتفاق النووي… «فهذا ليس كافيا.. لأن الاتفاق النووي لصالحهم. فعلى الأوروبيين أولا أن يقفوا بوجه الخطوات الأمريكية العملية… فعلى سبيل المثال بوجه هذه العقوبات أو الأعمال التي يتوقعون صدورها من الكونغرس، أن يقولوا إننا نعارض ليس كافيا بوحده. ثانيا أن يتجنبوا الدخول في قضايانا الأساسية مثل قدراتنا الدفاعية وغيرها وأن لا يتناغموا مع أمريكا. أن تأتي الدول الأوروبية وتكرّر ما تقوله أمريكا بأنه لماذا تتواجد إيران في المنطقة نقول رغم أنفكم! لماذا يجب أن لا تحضر؟».
وفي بيان للمقاومة الإيرانية من باريس، تلقت “العربي الأفريقي” نسخة منه، لأول مرة أشار الولي الفقيه للنظام إلى صواريخ بمدى ثلاثة آلاف كيلومترات وقال: عندما تأتي أمريكا وتقول «لماذا تمتلكون صاروخا يبلغ مداه ألفين أو 3 آلاف كيلومتر، ويكرّر الأوروبيون ذلك (نقول لهم) هذا الموضوع لا يعنيكم. لا نقبل من الأوروبيين اطلاقا أن يتدخلوا في القدرة الدفاعية للجمهورية الاسلامية ويتحدثون عن،… قضية الصواريخ وغيرها من الموضوعات التي يثيرونها. يجب أن تتطور القدرة الدفاعية يوميا وهذا ما يحصل رغم أنف الأعداء، وتتوسع يوما بعد يوم».
وقبل ذلك كان حسين شريعتمداري ممثل خامنئي في صحيفة كيهان قد قال في مقابلة مع وكالة أنباء فارس لقوات الحرس يوم 14 اكتوبر: « رد فعلنا الأكثر تأثيرا من شأنه ويجب أن يكون ازاحة الستار عن صواريخ باليستية عابرة للقارات لأنها هي كعب آخيل أمريكا. اليوم أمريكا تتواجد في حدودنا المجاورة بشكل ما لأنها تمتلك في المنطقة 50 قاعدة وعشرات الآلاف من القوات العسكرية».
من جهته قال إمام جمعة طهران المؤقت ونائب رئيس مجلس خبراء النظام يوم 17 اكتوبر: «الجمهوريون والديمقراطيون وترامب ومجلس الشيوخ ومجلس النواب، كلهم أمة واحدة، كما لايمكن الثقة بالاتحاد الأوروبي. هناك البعض سعداء بأن الاتحاد الأوروبي يدافع عن الاتفاق النووي ولكن عليهم أن يعلموا أن الكفر أمة واحدة. اذا كان الاتحاد الأوروبي مُخيَّرا بين إيران وأمريكا فهو يقف بجانب أمريكا لا محالة». وأضاف أن الرئيس الأمريكي «انتقد أن إيران تمتلك صواريخ باليستية. تمتلك صواريخ عابرة للقارات. ليعلم أن القرآن يأمرنا بذلك».
إن تصريحات خامنئي وغيره من قادة النظام يظهر خوف النظام من عواقب السياسة الأمريكية الجديدة من جهة، وإصرار النظام على مواصلة المشاريع الصاروخية وتدخلاته الإقليمية بمثابة الطريق الوحيد لبقاء النظام من جهة أخرى لأن النظام يرى التراجع منها ولو خطوة واحدة بمثابة سقوطه المحتوم. وكان خامنئي قد صرّح في مايو الماضي وقبل مسرحية الانتخابات بأن الدول الغربية تريد تغيير سلوك النظام وتغيير سلوك معناه تغيير النظام.