عند افتتاح اي معرض للكتاب في الوطن ، او الاقطار العربية او في العالم ، اشعر كم ان الشاعر المتنبي ، كان عظيما ، وعلى حق حينما شدا بقصيدة طويلة قال فيها: (أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ – وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ ) .. فمع توالي السنين ، وكر العقود ، نجد ان الكتاب الورقي ، له القدح المعلى ، فما زالت المطابع تضخ الى المجتمع ، لآلئ من الابداع الفكري , متمثلاً في الشعر والرواية والنقد وغير ذلك من فروع الادب ، آلاف الكتب ، بطبعات متنوعة ، والزائر لمعارض الكتب ، يستشعر مكانة واهمية الكتاب الورقي من خلال الاقبال الجماهيري لاقتنائه بمختلف عناوينه.
كنتُ في زيارة الى معرض العراق الدولي للكتاب الذي اقيم على ارض معرض بغداد الدولي ، وقد تضاعفت فرحتي حين وجدتُ الكثير من قبل المواطنين يقبلون على شراء الكتب ، و ايضا عندما لاحظتُ ان الشابات والشباب يمعنون النظر في عناوين الكتب المعروضة ، ويستفهمون عن مضامينها من خلال تصفحهم السريع لها ، قبل ان يقتنوها بحب ورغبة معرفية ، فالقراءة هي نافذة للعقل على مناحي الحياة ، والشخص القارئ، إنسان عالم بماضيهِ وحاضره ، وأمين على مستقبله وكلّما ازدادت رغبة القراءة لدى الفرد نمت أفكاره وزادت مدارك عقله و تألقت آفاق رؤاه.
ان اتساع رقعة ، افتتاح معارض الكتاب ، دلالة على أهمية الكتاب كرافد مهم للثقافة والابداع والحياة أيضاً ، وعودة إلى الكتب الورقية ، بعد أن سادت ثقافة “الإنترنت” التي على أهميتها لم تقدر أن تلغي الكتاب المطبوع ، من خلال تصفحه باليد، وقراءته صفحة صفحة ، وما زال الشطر الاعم من المجتمع ، يرغبون بقراءة الكتاب الورقي ، بالرغم من سيطرة التكنولوجيا ، فالناس يحبون الكتب الورقية، ليس لأنهم متعلقون بطقس قديم ممتلئ بالحنين ، لكن لأن الطبيعة المادية للكتاب لها انعكاسات أعمق على القراءة والفهم.
وشخصياً سألت احد الشباب ، اثناء مشاهدتي له وهو يشتري كتابا من المعرض ، عن أيهما يفضل .. الكتاب الورقي أم الرقمي ، فكان جوابه : الكتاب الورقي طبعاً ، لأنه يمكِّنني من قراءته قراءة نقدية، وتدوين الملاحظات ، أما الكتاب الالكتروني فإن قراءته سريعة ، لا تساعد على تثبيت المعلومة في الذهن!
بكلمة مقتضبة اقول : ان الكتاب الورقي ، هو سيد القراءات ، حيث يوفر متعة قرائية ، يفتقدها الكتاب الالكتروني !