الحفاظ على البيئة ليس بدعة أو اختراع إنسانى،وإنما هو فريضة أساسية من أجل البقاء . والقارة الإفريقية لما تحوى من مشكلات كثيرة ،ومزمنة تتعلق بالأمراض المنتشرة ،وقلة الوعى ،والفقر المُدقع أثر ذلك بشكل حيوى على البيئة الإفريقية للكثير من البلدان الإفريقية . ومع انعقاد الكثير من المنتديات ،والمؤتمرات والندوات التوعوية بشأن حماية البيئة ،والتنوع الحيوى والبيولوجى . إلا أن تلك الجهود منعزلة ،وليست متآزرة بين دول القارة الإفريقية الأمر الذى يؤثر بشكل حيوى على الدول الأفريقية جميعها مهما اهتمت دولة دون الأخرى بالشأن البيئى.
ومن ثم فإن الدعوات ،والمبادرات المصرية لدعوة دول القارة الإفريقية للإلتفاف حول ملف البيئة ،والحفاظ على الثروات الطبيعية، والتى وهبها الله للقارة الإفريقية بالأخص،والإستثمار الإيجابى فى للصحارى الإفريقية ،والأماكن الساحلية ،فى الزراعة والإنتاج ،وانشاء مبان صديقة للبيئة فى الدول الأكثر احتياجاً بالقارة الإفريقية لهى مشروعات تنموية ضخمة تؤتى ثماراً متنوعة لصالح جميع دول القارة أهمها التبادل الحيوى للخبرات العلمية والثقافية،والتكنولوجية داخل القارة الإفريقية.
كما أن تلك المشروعات المشتركة بين المجتمع الإفريقى يقلل حدة النزاعات داخل القارة على الكثير من الملفات الحيوية ،والمزمنة التى لم يتم البت فيها حتى الآن. وما تقدمه الأمم المتحدة من برامج مُخصصة لتنمية البيئة داخل القارة السمراء يدل على الإهتمام الشامل للوضع البيئى داخل القارة الإفريقية إذ تهتم الأمم المتحدة بالتقييم الشامل للوضع البيئى مشتملة على تقييم الأوضاع الإقتصادية ،والاجتماعية ،والثقافية ،والعلمية داخل الدول.
كما أثرى برنامج الأمم المتحدة للبيئة التعاون المشترك مع الصين ،وانشاء المركز الأفريقى الصينى للتعاون البيئى China-Africa environmental cooperation center ،والذى يستهدف التعاون الصينى مع الدول الإفريقية من أجل التمكين البيئى ،والإستثمار الأمثل للبيئة، وحمايتها فى إطار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 ،وتحويل بيئة القارة الإفريقية إلى بيئة خضراء.
والسؤال كيف تصبح القارة الإفريقية صديقة للبيئة؟ الإجابة على هذا السؤال يقتضى بطبيعة الحال توفر المقومات التالية كى تصبح القارة السمراء صديقة للبيئة :
المقوم الأول : تعاون مشترك وموثق بين وزراء البيئة فى جميع دول القارة الأفريقية.
المقوم الثانى : تآزر بين وزراء التربية والتعليم ،والتعليم العالى فى إعداد برامج تعليمية ،ومناهج مشتركة للتربية البيئة والتنوع الحيوى.
المقوم الثالث : مشروعات مشتركة لتنمية البيئة الأفريقية تشترك بها أكثر من دولة إفريقية.
المقوم الرابع : صحيفة إفريقية مُخصصة لتنمية البيئة فى القارة الإفريقية تهتم بكل ما هو جديد فى مجال البيئة ،وخدمة المجتمع.
المقوم الخامس: ميثاق أخلاقى للممارسات البيئية داخل القارة الإفريقية لحماية النظام البيئى بالقارة.
المقوم السادس : عقد منتديات إفريقية لرؤساء الدول الإفريقية لمناقشة مشروعات تنمية البيئة ،وحل المنازعات ،والقضايا المتعلقة بالثروات الطبيعية والحيوانية ،وسبل حماية البيئة الإجتماعية من تهديدات البيئة الطبيعية.
ومن ثم فالمبادرات الفردية لا يمكن بمفردها تحويل القارة الإفريقية إلى قارة خضراء تثمر بالعديد من الخيرات لدول القارة الإفريقية.
* كاتبة المقال: أستاذة أصول التربية بجامعة عين شمس.