منذ عام 1863 م كانت المدارس فى السودان تسير على النهج المصرى فى التعليم ،وفى عهد الحكم التركى لمصر أفتتحت أول مدرسة نظامية فى الخرطوم لتعليم أبناء الموظفين الأتراك تحت رعاية رفاعة “رافع الطهطاوى” عندما تم نفيه إلى السودان. كما هدف التعليم فى الحكم البريطانى عام 1900 م إلى إحلال السودانيين بعد تعليمهم محل الموظفين المصريين والسوريين . كما تدرج سلم التعليم فى السودان على نفس النهج المصرى، والمناهج التعليمية المصرية مكونة من المراحل الأولية ،والإبتدائية ،والثانوية فى ذلك الوقت.
واستعانت السودان بأساتذة كثر من جامعات الأزهر،والقاهرة ،وكلية دار العلوم فى التدريس بمعاهدها العليا مثل معهد أم درمان العلمى ، وكلية غردون ، والمعهد الفنى، وجامعة الخرطوم.
كما تأسست أول جامعة مصرية بالسودان عام 1955،وهى جامعة القاهرة فرع الخرطوم.
وفى التسعينيات أعلنت حكومة الإنقاذ الوطنى بالسودان ضرورة تعديل مسارات التعليم ليتم الإستقرار على ثلاث مستويات رئيسة :
المستوى الأول : رياض الأطفال من سن ثلاث سنوات حتى السادسة ، والدراسة فيه لمدة سنة أو سنتين بحسب رغبة أولياء الأمور.
المستوى الثانى : مرحلة التعليم الأساسى من 6 سنوات حتى سن 13 أو 14 سنة.
المستوى الثالث: مرحلة التعليم الثانوى وهو لمدة ثلاث سنوات رئيسة حتى سن 18 سنة.
وكان للمرأة نصيب فى تعليم السودان رغم تحفظ الدولة الشديد فى ذلك الوقت على تعليم الفتيات، إلا أن التعليم راق للكثير من البنات السودانيات خاصة تعليم التمريض منذ عام 1920، خاصة بعد إنشاء “جامعة الأحفاد النسائية” لتعليم المرأة فى السودان عام 1922 . ومن ثم يمكن استنباط أوجه الشبه بين التعليم المصرى والتعليم السودانى : -تشابه نظم التعليم فى مصر والسودان فى فترات الحكم التركى والبريطانى. -تشابه مراحل التعليم ،ومستوياته ،ومناهجه. -الإستعانة بالخبراء المصريين ،وقتذاك فى مجال التعليم لإدارة نظم التعليم فى السودان. -الحرص على الخروج من عباءة التعليم الأجنبى والإهتمام بالتعليم الدينى . -الإهتمام بتعليم المرأة، وتعليمها المهن الأساسية لها مثل التدريس، والطب ،والتمريض . -التوسع فى إنشاء المدارس الأولية ذات الطابع القومى . -الحرص على تواصل الدولتين فى مجال التعليم ،وإنشاء فروع لجامعات داخل السوادن.
وللمعلم المصرى دور كبير فى السودان خاصةً فى مجال تعليم الكبار،ومحو الأمية التى تتخطى نسبتها ال25% ،ومن خلال البعثات التعليمية المصرية للسودان لتعليم المهن الفنية ،والتقنية ،والحرفية لأبناء المجتمع السودانى مثل الصيانة، والكهرباء،والتبريد ،والتكييف،والكمبيوتر،وغيرها من المهن النافعة لأهل البلد ،كما أكدت البعثات التعليمية المصرية على فتح فصول لتعليم الكبار لرفع قدرات الرجال ،والنساء فى القراءة والكتابة.
كما أكد تقرير السودان الصادر عام 2021 بعنوان ” حالة البيئة فى السودان ” عن أهمية ربط التعليم بالظروف البيئية سواء الطبيعية أو الصراعات السياسية ،والظروف الإقتصادية، والإجتماعية.
وقد أعدت حكومة السودان برامج مخصصة لإعداد ،وتدريب معلم التربية البيئية من أجل دراسة العلوم البيئية بالمدارس والجامعات ،وقضايا الزراعة، والتربة ،والتنوع الحيوى، والثروات النباتية ،والحيوانية ،والمائية والزراعية، وتأثيراتها على تقدم المجتمع السودانى.
*كاتبة المقال: أستاذة أصول التربية في كلية التربية بجامعة عين شمس.