»» 70٪ من سكان طرابلس يعيشون تحت خط الفقر وأحداث العنف الأخيرة وقعت بطريقة عفوية
»» حريق المحكمة الشرعية ومنع وصول سيارات الإطفاء أعمال مدبرة ومدروسة
»» هناك من استغل مطالب الناس المشروعة لتنفيذ أجنداته الأجنبية
»» “الحريري” لم يتهم الجيش بالتواطؤ ولكنه انتقد تباطؤ الأجهزة الأمنية في تعاملها مع الأحداث
»» طرابلس تحتاج إلى خطة إنقاذ تدريجية وعلى الحكومة إعلانها مدينة منكوبة
طرابلس عروس بيروت كما يصفها أهلها، الجميع يتحدث عن مأساتها خاصة بعد الأحداث الأخيرة وما شاهدته عاصمة الشمال اللبناني من مظاهرات وأحداث شغب وعنف و تخريب للممتلكات العامة والخاصة وإحراق بعض المؤسسات العامة، ولكن اليوم سنتحدث عن طرابلس الجميلة طرابلس التي بها كل مقومات النهوض والازدهار، ولكن لم يتم القاء الضوء عليها اما عمدا أو تقصيرا.
يحدثنا عن حقيقة ما حدث في طرابلس وما بها من إمكانيات زراعية وصناعية واثارية أحد أبنائها الناشط السياسي هيثم مبيض، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل اللبناني والذي يرأسه رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
* بداية، نود نتعرف على تعليقك على أحداث طرابلس الأخيرة.
طرابلس مدينة كبيرة وعدد سكانها يفوق خمسمائة ألف او يصل إلى ستمائة ألف بطرابلس ومحيط طرابلس، وأكثر من 70 بالمائة من أهلها يعيشون تحت خط الفقر ولذلك نعلم جميعا ان تحركهم تحرك عفوي لما يعانون من عجز يومي عن تأمين احتياجاتهم المعيشية.
ولكن في ظل جائحة كورونا والأحداث الأخيرة التي شهدتها طرابلس من عنف وشغب والتي قد يكون شجع عليها البعض أعتقد أن حرق المحكمة الشرعية وبلدية طرابلس هذا عمل ليس عفوي بالمرة، وكانت هناك مجموعات منظمة عندما بدأ الحريق بالمحكمة الشرعية وقطعوا الطريق على سيارات الإطفاء لمنع وصولها إلى مكان الحريق ، كما عمد بعض الشباب إلى إفراغ هذه السيارات من الماء لمنعها من إطفاء الحريق وهذا شيء حكما مدبر ومدروس.
* هل هي تحركات عفوية، وهل المطالب محقة خاصة في ظل ظروف كورونا التي تجتاح لبنان؟
المتظاهرين الحقيقيين من الشباب الذين كانوا يهتفون مطالبين بحقوقهم المعيشية هذه بالطبع طلبات محقة نابعة من الجوع والظلم الذي تعانيه هذه المدينة الفقيرة، خاصة بعد ان وصل بهم الحال الى عدم تأمين لقمة عيشهم ، وبالطبع هذه الحقوق يجب أن تتوفر لكل مواطن و تأمين العيش الكريم له وأسرته. وهناك بالطبع من استغل هذه المطالب لتنفيذ أجندته الأجنبية.
* البعض أشار إلى أن الأحداث هي مخطط لتدمير طرابلس ورسائل سياسية من الداخل وأيضا من الخارج في إشارة الي تركيا؟
أما عن تدمير المدينة فالواقع يقول أن لبنان بالطبع في قلب العاصفة وهو جزء من الصراع الإقليمي وذلك نتيجة وجود أطراف لبنانية متنازعة وهذه الأطراف لها أجندتها الخارجية بالإضافة إلى الطائفية والمالالية والاستراتيجيات وغيرها ، مثل الصراع في اليمن والعراق وسوريا والنزاعات العربية الملتهبة، والصراع الشيعي السني بالمنطقة ولا شك أن لبنان جزء من كل هذه الصراعات، وطرابلس مدينة سنية تقع على البحر المتوسط ولا أعلم إذا كان المخطط هو تدمير ما تبقى من هذه المدن السنية الواقعة علي المتوسط او ربما تعطيل دورها، هذا دور له بعد إقليمي بين الدول المحيطة المتصارعة ولكن ليس لدي أي دليل هل تركيا هي من تعبث بأمن طرابلس أم لا ، ولا يوجد دليل على وجود للأجهزة الاستخبارتية التركية في هذه الأحداث.
* ما حقيقة ردة فعل السلطات الأمنية وتعاملها مع أحداث طرابلس، خاصة بعد انتقاد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتباطؤ الجيش تجاه حماية طرابلس؟
الحريري لم يتهم الجيش بالتواطؤ في هذه الأحداث ولكنه انتقد بطء الأجهزة الأمنية في التعامل مع حدث جلل كهذا قد يكون هذا التباطؤ ناتج عن سبب لوجستي أو عدم توافر أعداد كافية للانتشار أو أن بعض قادة الأجهزة الأمنية لم يكن لديهم تصور كامل بما يجري في طرابلس، ولكن كان الأجدر بهم أن يهتموا أكثر وأكثر بهذا الموقع الحساس والاستعداد الكامل لحماية المؤسسات العامة من الحريق خاصة وأن أعمال الشغب قد بدأت قبل ثلاثة أيام من الحريق وهذا ما جعل الرئيس الحريري ينتقد التباطؤ ولكنه لم يتهم الأجهزة الأمنية أو وصفها بالتواطؤ أو التورط.
* الجميع يتحدث عن طرابلس الفقيرة والبائسة والمتعطلة، ولكن هل لطرابلس وجه آخر خاصة وأنها من أكبر المدن الساحلية في لبنان؟
طرابلس من أهم وأكبر وأغنى مدن لبنان، وهي ثاني مدينة بعد العاصمة بيروت وعدد سكانه كبير جدا، ويوجد به مرفأ طرابلس الواقع على البحر المتوسط وهو من أهم المرافئ على المتوسط ويوجد بها مطار في عكار. أيضا يوجد معرض دولي كبير مساحته مليون متر مربع لم يفعل إلى الآن منذ نشأته. كما أنها من أهم المدن الأثرية، حيث يوجد بها كم هائل من الآثار للأسف لم يسلط الضوء على كنزها الأثري وكيفية استثماره سياحيا بالسابق كانت طرابلس وقبل الأحداث كانت تعد مدينة صناعية يوجد بها العديد من المصانع المعطلة. أيضا هي مدينة زراعية لأنها تقع بالقرب من منطقة عكار الزراعية، ولكن الزراعة بها معطلة مما دفع أهل عكار من المزارعين إلى الهجرة نحو طرابلس مما زاد من أعباء المدينة، وبالتالي طرابلس تحتاج خطة انقاذ تدريجية.
ويجب على الحكومة إعلان طرابلس مدينة منكوبة و إعلان حالة الطوارئ بها وتؤمن لها مساعدات عينية سريعة في ظل هذه الجائحة.
طرابلس ظلمت على مدي عشرات السنوات وبالتالي هذا الظلم الذي يقع عليها من عشرات السنين لا أستطيع تحميله علي الحكومة وليس المطلوب عصا سحرية ولكن المطلوب عليها أن تضع طرابلس على جدول أعمال جدي لإصلاح وإعمار طرابلس وتشغيل المرافئ الموجودة بها وتفعيل المصانع والمزارع.
واخيرا أقول نحن كأبناء طرابلس لا يوجد أمامنا سوي الصبر والنضال من أجل مدينتنا ، رغم كل ما مرت به من ظروف قاسية، فطرابلس لم ولن تنهار ، وعلى أهلها التكاتف والصمود لمواجهة ما تمر به من أزمات.