قال وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيانوزير الطاقة الإيراني لـ”سبوتنيك”: العلاقات بين إيران وروسيا لن تتأثر بالعقوبات الأمريكية
قال وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان، إن هناك تعاونا جيدا بين طهران وموسكو في قضايا النفط والغاز الرئيسية.
وكشف في حوار مع “سبوتنيك”، أمس الأول الخميس، أن بلاده ستطرح مناقصات دولية للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، كما أنها تسعى لتحويل العضوية المؤقتة للجمهورية الإسلامية في الاتحاد الأوراسي إلى دائمة.
إلى نص الحوار:
* كيف تتعاون روسيا وإيران في مجال الطاقة وما هي إجراءاتهم لمواجهة العقوبات الأمريكية؟
بشكل عام يمكنني القول إن هناك تعاونا جيدا على مستويات معينة بين إيران وروسيا في قضايا النفط والغاز الرئيسية. وحول التعاون بين روسيا وإيران لمواجهة العقوبات الأمريكية، فطهران ستسعى لتقليل تعاملها بالدولار في تعاملاتها التجارية مع روسيا، ووفقا للمعلومات المتوفرة لدي فإنه بعد فرض العقوبات الاقتصادية وانضمام إيران إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، توجد اتصالات دورية بين البنوك المركزية في البلدين لاستخدام العملات الأخرى، وهذا يعني تقليل نسبة الاعتماد على الدولار، هذا التغيير سيتطور أكثر بكل تأكيد”.
*هل تتأثر العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا بسبب العقوبات؟
في بداية العمل بطبيعة الحال ستتأثر العلاقات نظراً للدور الذي تلعبه العقوبات ونظراً للتبادل التجاري لروسيا مع بقية دول العالم، بالإضافة إلى دور الدولار، لكن لحسن الحظ بجانب الإرادة والطريق المتبع، هناك آليات معينة يتم التخطيط لها وإجراؤها من قبل المصرف المركزي في البلدين، وكلما اتجهنا نحو الأمام نرى أن تأثير العقوبات على تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا يتضاءل.
فعلاقاتنا الاقتصادية مع روسيا غير مرتبطة أو مشروطة بدولة أخرى. نحن عازمون على تطوير العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار وخاصة مع روسيا الاتحادية وفق الاستراتيجيات والسياسات الطويلة المدى التي أقرتها السلطات الرسمية في البلدين. أما بخصوص فيما إذا كانت العقوبات الأمريكية تؤثر على هذه العلاقات أو لا، فالجواب هو لا”.
* كيف تجذب إيران الاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة المتجددة؟
قررنا طرح مناقصات دولية كي تستطيع رؤوس الأموال الأجنبية أو المستثمرون الأجانب المشاركة في مجال الطاقة المتجددة في إيران”. فالاستثمار المشترك هو أحد الإجراءات المتخذة في سبيل تطوير مصادر الطاقة المتجددة في إيران.
كما سمحنا للقطاع الخاص المحلي والأجنبي في حال نجاحه بتوقيع عقود مع دول الجوار، بأن يقوم بتصدير الكهرباء التي ينتجها داخل إيران إلى تلك الدول بشكل مباشر.
وبدورها الحكومة الإيرانية سوف تضع شبكات انتقال الطاقة تحت تصرف القطاع الخاص ليقوم بالتصدير.
*ما هي القدرات التي تمتلكها إيران في مجال توليد الطاقة المتجددة؟
تعتبر إيران من الدول التي تمتلك قدرات كبيرة في مجال بناء محطات توليد الطاقة المتجددة إن كانت شمسية أو هوائية أو أنواع أخرى مثل محطات توليد الطاقة الحرارية الجوفية.
ويوجد حاليا محطات لتوليد الطاقة المتجددة في إيران بقدرة 860 ميغاواط، و90% منها محطات كبيرة، بالإضافة إلى أنه تم تركيب 4700 محطة صغيرة.
ونعتزم إضافة 106 ميغاواط أخرى إلى السعة الطاقية المركبة مسبقا من محطات توليد الطاقة المتجددة حتى أواخر شهر حزيران/يوليو القادم”.
وفيما يتعلق بتوليد الكهرباء من الرياح، أجرينا دراسات حول استخدام أنفاق الرياح (الأنفاق الهوائية) الموجودة في إيران “وخاصة في المنطقة الحدودية مع أفغانستان”. كما نسعى من خلال اتفاقية ثلاثية بين إيران وأفغانستان وألمانيا أن نقوم بإدخال النفق الهوائي ذو السعة 30 ألف ميغاواط حيز التنفيذ.
*ما هو تأثير العقوبات الأمريكية على هذه المشاريع؟
منذ فترة طويلة كان لدينا مخططات ضخمة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية من أجل تأسيس هذه المحطات، ولكن بسبب فرض العقوبات الأمريكية فمن الطبيعي أن تؤثر سلبا على هذا المسار وتبطئ من المضي فيه، حيث كان هذا التأثير ملموسا بشكل واضح وخاصة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية. ومن العوامل الأخرى التي كان لها آثار سلبية في هذا المجال هو قلة القطع الأجنبي.
*ما تطورات تحويل العضوية المؤقتة للجمهورية الإسلامية في الاتحاد الأوراسي إلى دائمة؟
أجرت طهران خلال الفترة من عام 2015 حتى 2017 سبع جولات تفاوضية مع الاتحاد الأوراسي، والتي أدت إلى ضم إيران إلى هذا الاتحاد الاقتصادي بشكل مؤقت.
وصادقت حكومتنا على بدء المفاوضات لتحويل العضوية المؤقتة في الاتحاد إلى دائمة.
فنحن أمامنا ثلاث سنوات للتفاوض حول الانضمام الدائم إلى الاتحاد الأوراسي لنصبح منطقة تجارة حرة، دخلت الاتفاقية المؤقتة حيز التنفيذ في تاريخ 27/10/2019 أي منذ أكثر من سنة.
*وما هي المؤشرات حول التبادل التجاري بين إيران ومنطقة أوراسيا؟
تشير الإحصاءات التي نشرتها منظمة التنمية والتجارة الخارجية ومصلحة الجمارك الإيرانية إلى وجود نتائج جيدة حول الازدياد الملحوظ في حجم تبادلنا التجاري مع منطقة أوراسيا الاقتصادية والتي يضم سوقها الموحد أكثر من 190 مليون شخص من روسيا الاتحادية وباقي الدول المؤسسة لهذا الاتحاد مقارنة بفترة ماضية مشابهة.
ولذلك نحن عازمة على أن تصبح عضويتنا دائمة في الاتحاد الأوراسي كي نستطيع أن نكون مع الدول الأعضاء في الاتحاد ضمن حلقة تواصل ذات طابع اقتصادي واسع.
وأنا بصفتي وزيرا للطاقة وكوني مسؤول عن لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة مع روسيا وأرمينيا واللتان تعتبران من الدول المؤسسة للاتحاد الاقتصادي الأوراسي فقد تم تكليفي بتنسيق العمل داخل الحكومة للانضمام المؤقت وكذلك تشكيل اللجان وعقد الاجتماعات وإتاحة الفرص للأنشطة المشتركة.