مثّلت مصر، على مدى قرون، وقبل أن يولد السيد المسيح عليه السلام، واحدة من أهم ركائز المعرفة والإيمان ورشادة الحاكمين.. وأسّس عظماء الفراعنة قواعد للإدارة والتنمية ومفاتيح العمران، لم تزل منجزاتهم ماثلة إلى اليوم.
ويحلو للعراقيين والمصريين أن يفاخرو بأن حضارتيهما تمثلان مرتكزي الحضارة الإنسانية..
وليس المصريون وحدهم يفخرون بما انتجوا للإنسانية، بل الإنسانية هي التي تفخر بمنجزهم.
وحين دخل الإسلام إلى مصر، تحصّن بقواعد بناءها الاجتماعية والثقافية والفكرية، واغتنى بجاهزية العقل المصري للتفاعل مع التنوير الذي منحه الإسلام لمن اعتنقه.
مصر، التي تغتسل خمس مرات بالنيل كل يوم، تستحق موقع الدُرّة في تاج البناء الإنساني، الإيماني والثقافي والعمراني. ولم يتعطل إصرار المصريين على أن يكونوا في الصدارة، رغم كل ما حصل في سنواتٍ قليلة بدا الحال فيها سيئا للعرب والعالم.
في مسعاها لأن تبقى في صدارة كل شيء، أنجبت خيرة أبناءها البررة، الذين زاحموا وتصدروا بُناة البشرية للحصول على قدم الصدارة في مسيرة البشرية المُعمّدة بالدماء، ومنها دمائهم..
وفي العراق، عرفنا المصريين، مهندسين ومدرسين وأطباء وحرفيين، لا يمنعهم الحر ولا البرد، فتعلمنا منهم الانغماس حد الأهداب في العمل بإخلاصهم المعهود دون انتظار كلمة شكر أو ثناء إلا ما يرضي رب العباد وضمائرهم.
ولمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بغداد، نستذكر حلاوة المصريين في جمال الروح وحنو اللسان ورهافة الإحساس واتقان العمل، فلم نغترب عنهم ولم نُشعرهم بالغربة، فأسهموا ببناء بلدنا عندما انشغل شبابنا بأداء واجبات اخرى.
نرحب دائما بضيوفنا من مصر.. ونرحب بفخامة الرئيس السيسي، أحد رموز التجديد في مصر والوطن العربي.
وبكل ما يعنيه التضرع لله تعالى، ندعو لمصر وحكومتها وشعبها أن يحفظهم الله تعالى وأن يسدد خطاهم.
مصر وحدها قيمة كبيرة في موازين الدنيا.. حماها الله.
*كاتب المقال: نائب رئيس البنك المركزي العراقي للشؤون الإدارية.