نظم إيرانيون من جميع أنحاء السويد مظاهرة،أمس الاثنين، في ستوكهولم للمطالبة بالمحاسبة عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، لا سيما مذبحة السجناء السياسيين في عام 1988. وتبع المسيرة في وسط ستوكهولم الخطب المباشرة وعبر الإنترنت أمام الحشد من قبل شخصيات محلية ودولية معروفة.
وتم الإشارة بشكل خاص إلى قادة النظام الإيراني، وخاصة المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، على أنهم مرتكبو مجزرة الإبادة الجماعية عام 1988.
ودعا المشاركون إلى إجراء تحقيق مستقل من جانب الأمم المتحدة خلال المسيرة وحثوا السويد على لعب دور رائد في التحقيق.
وتحدثت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى التجمع عبر الإنترنت.
وأكدت السيدة رجوي في حديثها: “قام علي خامنئي وأعوانه بإعدام آلاف وآلاف من السجناء السياسيين في عام 1988 حفاظاً على حكمهم. وبنفس الوحشية القاسية، فإنهم يقتلون اليوم مئات الآلاف من الأشخاص الذين لا حول لهم ولا قوة اليوم في جحيم فيروس كورونا، مرة أخرى لحماية نظامهم “.
ولذلك، فإننا نحث المجتمع الدولي على الاعتراف بمذبحة 30000 سجين سياسي في عام 1988 على أنها إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية. ومن الضروري، لا سيما بالنسبة للحكومات الأوروبية، مراجعة سياستها المتمثلة في غض الطرف عن أكبر مذبحة للسجناء السياسيين منذ الحرب العالمية الثانية. وكما جاء مؤخرًا في الرسالة التي وجهتها مجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن استرضاء النظام الإيراني “يتناقض مع الالتزامات الأوروبية بدعم حقوق الإنسان والدفاع عنها”.
شارك برلمانيون سويديون واسكندنافيون بالإضافة إلى شخصيات أمريكية وأوروبية في المسيرة شخصيًا أو عبر الإنترنت.
باتريك ج. كينيدي، عضو الكونجرس الأمريكي (1995-2011) والسيدة إنغريد بيتانكورت، الرهينة السابقة والسيناتور والمرشحة الرئاسية من كولومبيا، خاطبوا الحشد عبر الانترنت.
وقال المرشح الرئاسي السابق من كولومبيا: “اليوم، تتعرض عائلات ضحايا عام 1988 لتهديدات مستمرة في إيران. كما أعرب خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة عن قلقهم بشأن تدمير المقابر الجماعية. لا يريد الملالي ترك أي دليل على الجرائم التي نسعى لتحقيق العدالة من أجلها. واليوم يشغل مرتكب هذه الجرائم المركز الأول في السلطة في إيران”.
وأكد باتريك كينيدي : “قلنا بعد الهولوكوست إننا لن نرى هذه الجرائم ضد الإنسانية مرة أخرى، ومع ذلك رأيناها مجددًا. إن السبب هو أننا كمجتمع دولي لم نقف وندين تلك الجرائم.”
وشارك في المسيرة ممثلو الجاليات الإيرانية من الدول الاسكندنافية الأخرى.
وتتزامن المسيرة مع محاكمة حميد نوري أحد منفذي مجزرة عام 1988 والمعتقل حاليًا في ستوكهولم. وجلسات المحكمة مبرمجة لتستمر عدة أشهر مع إدلاء عشرات السجناء السياسيين الإيرانيين السابقين بشهاداتهم ضد النظام في المحكمة.
واحتفلت المسيرة بالذكرى الثالثة والثلاثين لمذبحة عام 1988، التي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي بناء على فتوى الخميني. حيث كان أكثر من 90 في المئة من الضحايا من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
خلفية:
في عام 1988 أصدر روح الله الخميني، المرشد الأعلى للنظام الإيراني فتوى يأمر بإعدام جميع السجناء من منظمة مجاهدي خلق الذين رفضوا التوبة. تم إعدام أكثر من 30000 سجين سياسي، الغالبية العظمى منهم من منظمة مجاهدي خلق، في غضون بضعة أشهر. تم دفن الضحايا في مقابر جماعية سرية.
وكان إبراهيم رئيسي، الرئيس الحالي للنظام الإيراني، أحد الأعضاء الأربعة في “لجنة الموت” في طهران. أرسل الآلاف من مجاهدي خلق إلى الإعدام في عام 1988.
ولم يجر قط تحقيق مستقل للأمم المتحدة بشأن المذبحة. وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية في بيان صدر في 19 يونيو / حزيران 2021: “إن وصول إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة بدلاً من التحقيق معه في جرائم ضد الإنسانية هو تذكير قاتم بأن الإفلات من العقاب يسود في إيران”.