مع تحفظي على العقار الذي أعلنت بريطانيا ترخيصه لعلاج فيروس كورونا ( مولنوبيرافير) كأول دواء في صورة أقراص، فإن رؤيتي لهذا الاكتشاف أعرضه في نقاط محددة فيما يلي:
– سنشهد الفترة القادمة صراع الدول الكبرى لتصنيع الدواء مثلما شهدنا السباق لتصنيع اللقاحات.. وستعلن دول أخرى عن توصلها لعلاجات أخرى منافسة.
– بدأت بالفعل أصوات تتحدث حول أن الدواء الجديد (ليست له فائدة) وأنه (ستكون له أعراض جانبية عديدة) وأن اللقاحات مازالت هي الطريقة الأرخص والأكثر أمانا وفعالية للوقاية من المرض..سنسمع هذه النغمة لبعض الوقت ولحين إعلان دول أخرى عن تصنيع دواء.
– لن ترحب الولايات المتحدة الأمريكية بالدواء ولن تمنحه مباركتها بسهولة.. وستحاول التقليل من أهميته والطعن في فعاليته لصالح اللقاحات..ولاحقا ستعلن عن دواء هي أيضا وستؤكد أنه لا غنى أيضا عن اللقاحات حتى في وجوده.
– بريطانيا أعلنت أنها ستمنح تركيبة الدواء للدول الفقيرة والنامية ليتم تصنيعه هناك بتكلفة أقل وذلك في خطة لنشره بشكل عالمي؛ لذا ستجد هجوما من دول كبرى على هذا الدواء لأنه ببساطة ليس ذو عائد بالنسبة لها.
– الدواء بالفعل ليس جديدا وإنما إعادة إنتاج لدواء آخر سبق استخدامه وبالفعل قد تكون له أعراض جانبية خطيرة لكن فكرة إحداث جدل حول ما إذا كان الدواء هو الأفضل أم اللقاحات فكرة مبهجة بالنسبة لي بشكل شخصي..لأن وجود علاج يقضي على فكرة ضرورة إجبار الناس على اللقاح حتى وإن أنكرت الدول ذلك.
– بالطبع ستقول بريطانيا أن الدواء مكمل للقاح وأنه ليس بديلا عنه! (على الأقل في البداية) ..هل تتوقع أن تعترف بأنها أنفقت ومازالت تنفق ملايين على شيء بلا جدوى؟ وزيادة الخير خيرين.
– بريطانيا أعلنت أن دولا أخرى قامت بالفعل بشراء عشرة ملايين جرعة من الدواء الجديد.. التكلفة الحالية مرتفعة ولكن من المتوقع أن تنخفض مع بدء دول أخرى في انتاجه.
– مصر أعلنت منذ عدة أيام أن شركات مصرية تقوم بتصنيع دواء لكورونا يعالجها خلال ٤٨ ساعة نقلا عن تركيبة يابانية.
– في النهاية سواء كانت اللقاحات أو الأدوية الجديدة فهي جميعها لم تمر بالمراحل الكافية لاختبار أمانها وفعاليتها بالنسبة للبشر لكن مجددا فالصراع بينها في صالح البشرية والحرية الصحية.
* كاتبة المقال: مدرس الصحافة في كلية الإعلام بجامعة القاهرة.
