جدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي التأكيد الخميس أن إيران لا تسعى الى تطوير سلاح ذري في وقت تحذر فيه قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من اقتراب ايران من صنع قنبلة نووية.
واعتبر علي خامنئي أن اتهامها بالسعي لصنع سلاح نووي انه “ادعاء سخيف”، وذلك مع بلوغ المباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي مراحل حاسمة.
وأتت كلمة خامنئي المتلفزة في ذكرى انتفاضة أهالي مدينة تبريز ضد نظام الشاه في العام 1978، بعد ساعات من تأكيد علي باقري كبير مفاوضي طهران في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، أن التوصل الى تفاهم بات أقرب “من أي وقت مضى”. ونفت طهران على الدوام سعيها لتطوير سلاح نووي، وهو ما سبق لدول غربية في مقدمها الولايات المتحدة واسرائيل، أن اتهمتها بالعمل عليه.
وخلال المباحثات الراهنة لإحياء اتفاق 2015، يشدد الغربيون على ضرورة الاسراع في التفاهم نظرا لتسارع الأنشطة النووية الإيرانية، وتقلّص المدة الزمنية التي تحتاجها طهران لانتاج كمية من اليورانيوم العالي التخصيب، كافية للاستخدام في انتاج سلاح ذرّي. وصرح خامنئي أن “جبهة العدو تقول إن إيران تفصلها المسافة الفلانية عن انتاج القنبلة. هذه ادعاءات سخيفة ولا معنى لها”. وأضاف “هم أنفسهم يعرفون أننا لا نسعى الى السلاح النووي”.
وتابع “نريد الاستفادة السلمية من الطاقة النووية. إنهم يعرفون ذلك لكنهم يريدون أن يقع شعب إيران في مشكلات حين يحتاج هذه الطاقة غدا”، مضيفا “صار العالم يعتمد أكثر على الطاقة النووية يوما بعد يوم. نحن أيضا ستكون لدينا حاجة ملحّة الى الطاقة النووية السلمية عاجلا أم آجلا”.
لكن دول مثل إسرائيل والولايات المتحدة حذرت من اقتراب إيران من صنع قنبلة نووية وان أمامها اقل من عامين لبلوغ ذلك وفق تقارير استخباراتية إسرائيلية.
وأبرمت إيران عام 2015، اتفاقا بشأن برنامجها النووي مع كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. وأتاح الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على الجمهورية الإسلامية، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
الا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق.
ومنذ أشهر، تخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف الى تحقيق عودة كل من واشنطن وطهران لاحترام كامل بنوده. وتشدد طهران على أولوية رفع عقوبات حقبة ما بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، والتحقق من ذلك عمليا، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.
في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها في الاتفاق. وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين عبر تويتر مساء الأربعاء أنه “بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، اقتربنا من التوصل إلى اتفاق أكثر من أي وقت مضى، ولكن ما لم يتم الاتفاق على كل شيء، لن يتم الاتفاق على أي شيء”، معتبرا أن الأمر يعود الآن إلى “شركاء المفاوضات” لاتخاذ “قرارات جدية”.