خالدة الشابي، رسامة تونسية، تتميز تجربتها بسحر فني وصياغات جديدة ومختلفة لم يتطرق إليها أحد من أبناء جيلها، فهي تمزج الفكرة العميقة بحوارات الألوان والإثارة وتداخل التفاصيل الصغيرة لتستخلص أسلوبا إبداعيا يثير الدهشة.
بين الألوان الباردة والدافئة وأحيانا الجريئة يسترخي جسد المرأة وعقلها في هدوء وأمان اللون الأزرق اللازوردي، متكتمة على جراحها وآلامها وسعادتها وحزنها وأنينها وصراخها.
خلال معرضها الشخصي الأول بعد جائحة كورونا وبحضور شخصيات ثقافية وفنية وإعلامية عرضت خالدة الشابي لوحات جسدت فيها إدراكها العميق بعوالم المرأة تجلت في إيقاع سردي بصري.
وإلى جانب الفكرة، فقد تميزت لوحات الفنانة التشكيلية خالدة الشابي بنمنمات صغيرة برزت بألوان قوية ونقية داخل إطار جعل اللوحة عملا مكتملا.
عن الألوان تقول خالدة : “الألوان هي عالمي الداخلي تنساب بين أناملي بصفة طبيعية وتلقائية، لأن عيني محبة ومشبعة بكل ألوان الطبيعة الربانية، لم أسأل نفسي يوما عن علاقتي بالألوان حتى حين سموني “امرأة الألوان” كأن الأمر فطرة”.
أما عن اللون الأزرق تضيف خالدة : “هذا اللون يسكن جانب اللاواعي في نفسي وخاطري، فهو يتملكني ويسيّرني وأنا أرسم، لذلك هو اللون الطاغي على أعمالي، قد يعود لعشقي للبحر والسماء وتأملي الدائم ومحاكاتي للمتوسط اللازوردي أوقات وحدتي، البحر والسماء بعد آخر وعالم بلا حدود”.
وتؤكد خالدة الشابي أنها مدافعة عن المرأة وعن حقوقها، وتنافس الرجال في عشقها ومحبتها لها وإحساسها بمعاناتها لذلك هي الثيمة الحاضرة بقوة في أغلب أعمالها.
وأوضحت الشابي : “لقد اكتشفت أن المرأة التي ألهمت الشعراء والفنانين والكتاب، تفاجأت أنها كانت ملهمتي أيضا، فعبرت عن كينونتها كأنثى بكل حرية، انشغالي بهوية المرأة الخاصة والرموز المتعلقة بها جعلني اكتشف في إحدى لوحاتي أنني أنا تلك المرأة”. لكل فنان موهوب شخصية أو أعمال تأثر بها في بداياته، لكن مع خالدة الشابي كان الأمر مختلفا، فقد تأثرت بكل شيء محيط بها من سحر الطبيعة إلى الوجوه والشخوص والشعر والنثر والفن والألحان والقماش والجيلز وكل جميل وملون تقع عليه عيناها.
هذا إلى جانب مطالعاتها الشخصية وارتيادها للمسارح، واهتمامها أيضا بعالم الموضة، وزياراتها الميدانية للمعالم العتيقة في عدة أماكن بحكم عملها مؤرخة.
“عوالم تداخلت فأينعت بداخلي و أضاءت الريشة التي أرسم بها، ربما هي بدورها تكون سببا لإنارة طريق اخرين”.
هكذا علقت الفنانة التشكيلة التونسية خالدة الشابي في ختام لقائها مع “العربي الإفريقي”.
