>> كل أطفال غزة والنساء الحوامل مصابون بالتغذية
>> أزمة غزة معقدة.. ودولة الاحتلال هي العائق الرئيسي لوصول المساعدات
>> نصف مليون من سكان غزة مهددون بالمجاعة القصوى
>> المنظمة معنية بالقضاء على الجوع وتحقيق بيئة أفضل للتنمية المستدامة
>> مخططنا الاستراتيجي يهدف لتحول النظم الزراعية إلى الاستدامة الكاملة دون ترك أحد خلف الركب
>> نساعد الحكومات في معالجة الأسباب الأساسية للجوع وسوء التغذية وتنمية القطاعات الزراعية
>> في وقت الأزمات يتم فقدان القدرة المحلية على إنتاج الغذاء
>> المساعدات الطارئة لا تتمكن من توفير الأغذية الطازجة والبروتين الأساسي
>> “الفاو” قامت منفردة بتوزيع عشرة آلاف طن من البذور في السودان
>> التقزم والسمنة والسكر وسوء التغذية كلها من مظاهر الجوع
> الأزمات المتعددة أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية
تعد منظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة “الفاو” والتي تتخذ من العاصمة الإيطالية مقرا لها واحدة من أهم المنظمات الأممية، لما لها من تماس وثيق الصلة بحياة البشر في مختلف الأوقات سواء في أوقات السلم أو الحروب والكوارث والأزمات.
و”الفاو” هي المنظمة الأممية المسؤولة عن تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة وهو “القضاء على الجوع”، ولتحقيق هذا الهدف يلزم العمل على تحقيق الأمن الغذائي من خلال توفير الغذاء الصحي اللازم لبناء الإنسان، كذلك تحقيق بيئة أفضل باستخدام الموارد الطبيعية وتعظيم المدخلات الحديثة التي تزيد من الثروات الاقتصادية التي تعمل الدول على تحقيقها وإنعاشها بما يسهم في توفير العيش الكريم للمواطنين.
في هذا الإطار التقت “العربي الأفريقي”، في حوار خاص، الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة وممثل منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا؛ للتعرف عن قرب على طبيعة عمل المنظمة في مختلف الأوقات وبشكل خاص في وقت الأزمات، حيث أكد “الواعر” أن أزمة غزة معقدة جدا، ومن يمنع دخول المساعدات إلى سكان قطاع غزة هو الجانب الإسرائيلي.
كما أوضح “الواعر” عن أهم الأدوار التي تقوم بها “الفاو” في مختلف الأوقات، وإلى تفاصيل الحوار:
• بداية، نود التعرف على طبيعة عمل المنظمة وأهدافها.
منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” هي إحدى المنظمات المتخصصة في منظومة الأمم المتحدة، أنشأت في العام ١٩٤٥ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بهدف القضاء على الجوع، وكانت في قمة الغذاء التي عقدت في مونتريال في كندا، وتم تحديد مقرها في العاصمة الإيطالية روما وهي عاصمة المؤسسات المعنية بالغذاء والزراعة مثل الصندوق العالمي للتنمية الزراعية (الإيفاد) وبرنامج الأغذية العالمي.
المنظمة لها ١٨٣ مكتب في مختلف دول العالم، و٥ مكاتب إقليمية، مكتب في أمريكا اللاتينية مقره في تشيلي، ومكتب في أفريقيا ما تحت الصحراء مقره في غانا، ومكتب لدول أوروبا ووسط آسيا مقره في المجر، ومكتب لآسيا والمحيط الهادئ ومقره في تايلاند، ومكتب لدول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا ومقره في مصر.
•ما طبيعةعمل المنظمة في الظروف الطبيعية وكذلك في أوقات الأزمات؟
في الظروف الطبيعية تعمل المنظمة وفق مخططها الاستراتيجي لتحول النظم الزراعية لتكون أكثر شمولية وأكثر كفاءة واستدامة، لتحقيق بيئة أفضل وحياة أفضل دون ترك أحد خلف الركب.
ولكل مقر من المقرات الإقليمية لديه ما يعرف بالأولويات الإقليمية والتي يقرها المؤتمر الإقليمي الوزاري لوزراء الزراعة والذي ينعقد كل سنتين لإقرار الأولويات الإقليمية.. فمثلا في إقليمنا الشرق الأدنى وشمال أفريقيا نتفق في ثلاث محاور أساسية مع بقية الأقاليم الأخرى ونتفرد بأولوية ندرة المياه، فهذا محور خاص بالإقليم يتعلق بشح المياه وندرة الموارد المائية. وتقوم “الفاو” بالعمل على مستويبن، المستوى الإقليمي ويكون به مبادرة إقليمية تجتمع به أكثر من دولة، ومنها ما يكون لمكافحة الآفات العابرة للحدود. والمستوى القطري، بحيث تساعد الفاو أولويات الدولة في تحقيق برامجها التنموية.
ومن ضمن مهامها الرئيسة متابعة مؤتمر القمة العالمي للأغذية، والمسائل المتعلقة بالأمن الغذائي في الإقليم الفرعي.
أما في حالات النزاعات والطوارئ يكون للفاو دورين أساسيين هما:
الأول: في المساعدات الطارئة من خلال منظومة الأمم المتحدة الكبرى والتي تحدد بعض الوكالات أو المؤسسات المعنية بالتدخل الطارئ وهي وكالات لديها من الإمكانيات والإعدادات ومؤسسة للتدخلات الطارئة سواء كانت أزمات قائمة كالنزاعات والحروب أو أزمات طبيعية مثل كوارث الزلازل والفيضانات والحرائق، ويقتصر هذا الأمر على ٤ مؤسسات رئيسية هي، منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة اليونسيف المعنية بشؤون الأطفال، والأوتشا وهو المكتب المعني بالتنسيق الكامل لعمليات الطوارئ والإغاثة. ويأتي دور “الفاو” هنا لبناء القدرة على الصمود لمواجهة الأزمات.
والقدرة على الصمود أمر حساس جدا ؛ لأن من خلال خبرتا وجدنا أنه خلال الأزمات يتم فقدان القدرة المحلية على إنتاج الغذاء، فالمزارعين يفقدون الأراضي ويفقدون المدخلات والمواد اللازمة لاستمرار الزراعة وإنتاج الغذاء بشكل آمن.
ولا ننسى أن المساعدات الإنسانية العاجلة والطارئة لا يمكن أن توفر الأغذية الطازجة والبروتين الأساسي للقضاء على سوء التغذية، والمثال حي هنا لما يحدث في غزة، فالأهالي هناك يعتمدون على أغذية طارئة معلبة وعليه فقد أصبح كل أطفال غزة تقريبا مصابون بسوء التغذية وكذلك النساء وخاصة الحوامل منهن، وبالتالي هناك دعوة لمنظمة الفاو لتمكين المزارعين المحليين ومنتجي ومربيي الحيوانات من إنتاج البيض والحليب واللحوم التي ليست جزء من المساعدات الطارئة.
مثال آخر، فبعد أزمة السودان التي نشبت في منتصف أبريل من العام الماضي، فما حدث من سقوط للأمطار الموسمية في أواخر يونيو وأوائل يوليو، فهذا الموسم المطري هو ما حافظ على مدخلات الزراعة وإنتاج الأغذية المحلية في السودان طوال العام. فإذا لم نقتنص فرصة هذه الأمطار لكان هناك مجاعة في حالة النزاعات لعدم توفر الغذاء، ولا يمكن لهذا الغذاء من لحوم وبيض وألبان وحضروات وفواكه أن يتوفر خلال المساعدات الطارئة التي تعتمد على الأغذية المعلبة في الأساس.
وبالتالي قامت “الفاو” منفردة بتوزيع عشرة آلاف طن من البذور على ١٤ ولاية من إجمالي ١٨ ولاية في السودان ضمانا لاستمرار الإنتاج المحلي في مختلف المناطق الآمنة والتي تشهد نزاعات، وهذا ما نسميه القدرة على الصمود، حيث ساعدنا المزارعين ومربي الحيوانات على البقاء في الأرض واستمرار إنتاج الغذاء بشكل آمن، وهذا دور رئيسي تلعبه الفا حاليا في اليمن، وسوريا، والسودان، وغزة لضمان استمرار إنتاج الحد الأدنى للغذاء والتي تكون صعبة في أوقات النزاعات.
•كيف يعرف الرأي العام العالمي الدور الذي تلعبه “الفاو” في أزمة غزة؟
أزمة غزة أزمة معقدة جدا، وصعوبة تقديم المساعدات فيها تحديا لا يواجه “الفاو” فحسب، بل يواجه جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وهناك منظمات أممية أعلنت إيقاف عملياتها داخل غزة لأسباب كتيرة:
السبب الأول، هو عدم سلاسة دخول المساعدات نظرا للإجراءات المعقدة والطويلة من طرف دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأسلط الضوء هنا على قيام “الفاو” بتوريد شحنة من العلف الحيواني التي تساعد في إنتاج حليب الأغنام والأبقار لأكثر من ٥٠٪ لسكان غزة لأكثر من شهر، وهذه الشحنة بعد أخذ كل الموافقات من الجانب المصري ووصولها إلى آخر نقطة في رفح لم نتمكن من موافقة الجانب الإسرائيلي على دخولها بعد شهر من الانتظار؛ مما اضطررنا معه لسحب الشحنة وتخزينها في مخازن في العريش انتظارا لصدور موافقة الجانب الإسرائيلي.
الآن، الوضع أصبح أصعب بكثير لما حدث من انقسامات في غزة في مناطق الوسط والشمال والجنوب، وينحصر أكثر من نصف سكان غزة في منطقة ضيقة جدا حاليا في رفح؛ حيث أصبحت الحركة صعبة جدا في منطقة الوسط والشمال أو شبه مستحيلة، ومازال نصف مليون يسكنون منطقة الشمال مهددون بالمجاعة القصوى وفق آخر تقرير لبرنامج الغذاء العالمي. والوضع يتطلب حل سريع لإيقاف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات، ونعلن أن منظمة “الفاو” جاهزة بكافة القدرات والإمكانيات، ونقوم بإحصاء شهري وأسبوعي لعدد المزارعين ومربيي الحيوانات، وما هو موجود وما هو تالف، ومتواصلين معهم بشكل مستمر أملا في فتح المجال للوصول إليهم بالإمدادات اللازمة.
•ما هو الدور التنسيقي الذي تقوم به منظمتكم مع الحكومات في مختلف دول العالم؟
يتمثل حضور منظمة الأغذية والزراعة حالياً عبرالممثليات التابعة لها في البلدان المدرجة في القائمة المعروضة في هذه الصفحة. وإنّ الهدف الرئيس لهذه المكاتب هو مساعدة الحكومات في إعداد السياسات والبرامج والمشاريع الرامية إلى معالجة الأسباب الأساسية الكامنة وراء الجوع وسوء التغذية؛ ومساعدتها على تنمية القطاعات الزراعية والسمكية والحرجية لديها، وأيضا على استخدام مواردها البيئية والطبيعية على نحو مستدام.
كما تتضمن أنشطة المكاتب القطرية:
تنفيذ مشاريع جديدة، والاتصال بممثليات المانحين المحليين.
مساعدة الحكومات في الوقاية من الكوارث وتقييم الأضرار التي تتسبب بها ومد يد العون لها في إعادة بناء القطاع الزراعي وتأهيله.
تنفيذ أنشطة لنشر الوعي العام، ودعم بعض الحملات الهامة التي تطلقها المنظمة مثل يوم الأغذية العالمي.
توفير الدعم للبعثات الفنية وبعثات جمع الاستثمارات من المقر الرئيسي للمنظمة، ومن المكاتب الإقليمية أو الإقليمية الفرعية للبلد المعني.
الاضطلاع بدور التواصل من أجل تأمين خدمات منظمة الأغذية والزراعة للحكومات والشركاء الآخرين (المانحون، والمنظمات غير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات البحثية، إلخ.).
إحاطة منظمة الأغذية والزراعة علماً بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى في البلد المعني، ومراقبة حالة القطاع الزراعي فيه.
العمل بمثابة ممثلا لمنظمة الأغذية والزراعة لدى الحكومات المضيفة ومختلف الشركاء المشاركين في أنشطة المنظمة.
•من هو الجائع.. وكيف وبما تتحقق المجاعة لمجموعة من الناس أو لمجموعة من الدول؟
تعريف الجوع من منظور الأمم المتحدة له قصة، وهو ليس الجوع المعروف لغويا في اللغة العربية.. علميا حين نذكر فئة معينة مهددة بالجوع قد يكون لديها طعام ..
وفي أهداف التنمية المستدامة فإن “الفاو” هي المعنية بتحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ولنتمكن من قياس مدى تحقيق الدول والمجتمعات الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة يتطلب وضع بعض مؤشرات، فهناك مؤشرات دقيقة لقياس الجوع أو القضاء على الجوع.
أحد المؤشرات هو تحقيق الأمن الغذائي بمعنى الوصول إلى الغذاء الكافي والمغذي بكميات كافية في الحد الأدنى، ونتحدث هنا عن معدل ثلاث وجبات يوميا من الغذاء الصحي التي تحتوي على البروتين والكربوهيدرات والفيتامينات.
والقياسات علمية، وليست بالبساطة التي نذكر بها كلمة الجوع، على سبيل المثال، عندما يزيد معدل السمنة أو التقزم في دولة ما، فهو مظهر من مظاهر سوء التغذية، وسوء التغذية هنا يشار إليه بالجوع.
كما تصيبك الدهشة بأن هناك نسبة ٣٠٪ في منطقة ما في دول الخليج العربي مهددون بالجوع، وهذا موجود في التقارير الأممية الرسمية، ٣٠٪ في دولة من الدول القادرة ماديا مهددين بالجوع نتيجة عدم التركيز على تنوع وصحة الغذاء والذي نتج عنه أمراضا مثل السكر والسمنة والتقزم، وكلها أمراض السبب الرئيسي فيها سوء التغذية، كما أن المجتمعات التي تعتمد على النشويات والكربوهيدرات والأرز واللحوم والدقيق وغياب الفواكه والخضروات فهذا يدخل ضمن حسابات الجوع.
ولدينا في آخر تقرير للفاو عن الأمن الغذائي يشير إلى أن ٣٤٪ من سكان المنطقة العربية مهددين بالجوع فهم في مختلف هذه الفئات وفي كل الدول.
الأمر يحتاج إلى العمل على أنماط مختلفة، فهناك من ليس له غذاء أصلا، ولا يقدر على تدبير نصف وجبة في اليوم الواحد، فهذا يحتاج إلى توفير الغذاء، وهناك من لديه وفرة في الغذاء لكنه غير متنوع وغير صحي، وهناك من يفرط في الغذاء وينتج عنه هادر يجب القضاء عليه. كل هذه الصور تعبر عن مؤشرات الجوع طبقا للمفاهيم والقياسات التي اتفقت عليها منظمة الأمم المتحدة والتي تهدد الأمن الغذائي.
•ما أهم المشروعات التي تقوم بها المنظمة في إطار تخصصها؟
المنظمة تقوم بمشروعات كبيرة جدا، فهي تعمل بشكل أساسي على زيادة إنتاجية الغذاء، وهو ما يتطلب وضع سياسات واستراتيجيات على مستوى الدول والأقاليم لمساعدة الدول في تحديد أولويات الزراعة في مواسم محددة وأماكن محددة، فنحن نساعد الدول في تخريط الأراضي وتحديد وأنواع وأنماط الزراعة المناسبة، فكل تربة مختلفة عن الأخرى في نوعيات الزراعة التي تصلح لها.
النوع الآخر، تعمل المنظمة على وضع سياسات لمشروعات الثروة السمكية ومصائد الأسماك، والجدوى هنا هي أن كمية الغذاء والبروتين المطلوب لإنتاج كيلو جرام من السمك هي أقل من المنتجات الحيوانية الأخرى، فنحن نحتاج إلى ٢٥ كيلو جرام من العلف والبروتين لإنتاج واحد كيلو جرام من لحم البقر، ونحتاج ١٥ كيلو لإنتاج كيلو جرام من لحم الأغنام، بينما إنتاج كيلو جرام من الدواجن يحتاج إلى واحد كيلو جرام من الأعلاف، في حين أن إنتاج كيلو جرام من السمك يتطلب أقل من كيلو جرام من الأعلاف، والسمك به نفس قيمة البروتين الحيواني، وبالتالي فإن التحول إلى ثقافة استهلاك بروتين الأسماك بنسبة أكبر من البروتين الحيواني مهم جدا لأننا ننعم بطول كبير جدا من السواحل الغير مستغلة، وأفضل بكثير جدا من الاستثمار في الأراضي الغير متاحة والمياه الغير موجودة.
أيضا، تقوم الفاو بمساعدة الدول في الحفاظ على الغطاء النباتي والغابات والذي له شأن كبير جدا في امتصاص الكربون والتقليل من التغيرات المناخية.
•برأيك، ما المطلوب لرفع المستوى الغذائي والصحي لسكان المنطقة العربية تحديدا؟
حين النظر إلى خريطة الغذاء، سنجد أن الغذاء مرتبط بعوامل أساسية، والإنتاج أصبح كله الآن مرتبط بالسوق، أي أن الغذاء مرتبط بالطلب، والغذاء كله ينتج في الريف ويستهلك في المدن، فالمناطق الحضرية هي الأعلى استهلاكا للغذاء، فالريف لا يستهلك أكثر من ١٠٪ مما ينتجه، فنحن نحتاج إلى تقليل الطلب، حتى لا نضع ضغطا على العملية الإنتاجية، وهذا يتطلب رفع الوعي في الاستهلاك، تقليل الهادر والفاقد في الغذاء سواء أثناء جمع الحصاد والنقل أو عند الاستهلاك.
•تشهد معظم دول العالم موجة كبيرة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.. هل للمنظمة دور في إخماد هذه الموجة؟
ارتفاع أسعار المواد الغذائية بمعدلات كبيرة نتيجة للاضطرابات الحاصلة في سلاسل الإمداد الغذائية وارتفاع أسعار الغذاء، سبب قلقاً كبيراً بسب اعتماد المنطقة على استيراد السلع الأساسية مما أثر على القدرة الكلية للسكان على تحمل تكاليف شراء الأغذية الصحية مما يزيد من تحديات الأمن الغذائي، وخلف صوراً متعددة لانعدامه. وأدت الصدمات والأزمات المتعددة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتزايد الفقر والبطالة. ووفقاً لتقرير “نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا”، يعاني 34.7 بالمائة من سكان المنطقة من انعدام أمن غذائي معتدل أو شديد.
وفي هذا السياق، تكتسب برامج الحماية الاجتماعية والشمول الاقتصادي أهمية متزايدة لمساعدة الأسر والمجتمعات على مقاومة الظروف الاقتصادية الصعبة والتغلب عليها، لاسيما في المناطق الريفية حيث لا تزال معدلات الفقر في أعلى مستوياتها؛ حيث تلعب تلك البرامج دوراً محورياً في التخفيف من حدة الفقر، والحد من عدم المساواة.
وبالرغم من أن الإنفاق الحكومي على هذه الأنواع من البرامج قد ازداد زيادة كبيرة في السنوات الثلاث الماضية، إلا أن الحاجة تدعو إلى المزيد من الاستثمارات لرفع مستوى الفئات التي وقعت تحت خط الفقر وحماية الفئات الضعيفة. ووفقاً لتصنيف أطلس مؤشرات الحماية الاجتماعية للقدرة على الصمود والإنصاف (ASPIRE) التابع للبنك الدولي، فإن الإنفاق الحكومي على الحماية الاجتماعية في المنطقة أقل من ثلث المتوسط العالمي.