في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي إلى أن السنوات العشر المقبلة ستكون فترة حاسمة لتنمية كل من الصين والدول العربية.
وليحقق الجانبان هذه المهمات المشتركة ويواجها التحديات المشتركة، يجب تعزيز روح طريق الحرير، ويجب أن يستفيد الشعبان الصيني والعربي على قدم المساواة من بناء “الحزام والطريق”، وبناء مجتمع صيني عربي يتمتع بمصالح مشتركة ومستقبل مشترك.
وفي ديسمبر عام 2022، حضر شي القمة الصينية العربية الأولى في السعودية، وأشار إلى أن الصين والدول العربية تتمتع بتاريخ طويل من التبادلات الودية، ونشأت بينهما روح الصداقة الصينية العربية التي تتميز بـ”التضامن والمساعدة المتبادلة والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والتعلم المتبادل”.
وقررت القمة بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، وسيعمل الجانبان بشكل مشترك على دفع ثماني مبادرات تعاونية رئيسية.
وفي الأسبوع الماضي، أشار شي في حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى إلى أنه بفضل الجهود المشتركة بين الصين والدول العربية، حققت المبادرات الثماني نتائج مبكرة مهمة. وفي المستقبل، ستكون الصين مستعدة للعمل مع الدول العربية على هذا الأساس لوضع “أطر التعاون الخمسة” لتسريع بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.
وعلى مدى العقد الماضي، ومن “روح طريق الحرير” إلى “روح الصداقة الصينية العربية”، تعمقت الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين الجانبين بشكل مستمر، واستفاد الشعبان الصيني والعربي من التعاون العملي، وتعززت التبادلات الثقافية بشكل أكبر، وحقق بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك تقدما إيجابيا، ودخلت العلاقات الصينية العربية أفضل فترة في التاريخ.
وأقامت الصين شراكات إستراتيجية مع 14 دولة عربية وجامعة الدول العربية، مما جعل العالم العربي أحد المناطق التي تضم أكبر عدد من الشركاء الإستراتيجيين للصين. ووقعت الصين وثائق تعاون بشأن بناء “الحزام والطريق” بشكل مشترك مع جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية.
ونفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع كبير في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، وعادت نتائج التعاون بالنفع على ما يقرب من ملياري شخص. وشهد التعاون في مجالات الطاقة والمالية والبنية التحتية وغيرها من المجالات إنجازات بارزة، كما شهد التعاون في مجالات المعلومات والاتصالات والفضاء والبيانات الكبرى والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات نتائج مثمرة.
وعرضت خلال المؤتمر أعلام الدول العربية وجامعة الدول العربية التي أرسلت إلى المحطة الفضائية الصينية. وسيتم تقديمها إلى الجانب العربي، لتشكل نصبا تذكاريا دائما للصداقة الصينية العربية. وتواصل الصين والدول العربية توسيع التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات. وأصبحت جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية في العالم تصدر وثيقة مشتركة مع الصين بشأن تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية.
ونجح “مشروع ترجمة الكلاسيكيات الصينية العربية” في ترجمة 50 كتابا، وتحظى البرامج السمعية والبصرية الصينية مثل “أقنعة وكنوز” بإعجاب واسع النطاق من قبل الجمهور العربي. وتعاونت الصين مع 13 دولة عربية لبناء 21 معهد كونفوشيوس، وأدرجت العديد من الدول العربية تعليم اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني.
ومنذ أكتوبر الماضي، تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل حاد، مما تسبب في معاناة الشعب الفلسطيني بشكل كبير. وتدعم الصين إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما تدعم العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، وتدعم عقد مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وفعالية.
وأصدر المؤتمر الوزاري بيانا مشتركا للصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، ليكون بمثابة صوت العدالة للدفع نحو إنهاء الصراع في غزة في وقت مبكر وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
ويقول العرب إن الأصدقاء هم شروق الشمس في هذه الحياة. وعلى طريق بناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك، ستواصل الصين والدول العربية المضي قدما جنبا إلى جنب، وفتح عصر جديد للعلاقات الصينية العربية وخلق مستقبل أفضل للعالم.
*كاتب المقال: إعلامي صيني.