إيلي كوهين.. يهودي هاجرت أسرته من مدينة حلب في سوريا إلى مصر سنة 1924م. واستقر بهم الحال في مدينة الإسكندرية وتم تجنيد إيلي كوهين من قبل الموساد الإسرائيلي، وتمت عودته إلى سوريا باسم كامل امين ثابت عربي سوري وكاد يصبح رئيسا لسوريا حتى تم كشفه واعدامه سنة 1965م تقريبا ، وظلت اسرائيل تطالب برفاته حتى اليوم.
هل محمد الجولاني أو احمد الشرع سوف يكون إيلي كوهين الثاني وكم ياترى لدينا كوهينات في سوريا واليمن والوطن العربي هذه الأيام.
كان لدينا في اليمن والوطن العربي أنظمة قمعية استبدادية جمهورية بلباس ملكي وكان حقا علينا النضال ضدهم من أجل التغيير إلى الافضل.
مثلا نحن في اليمن كانت مطالبنا مشروعة وهي التداول السلمي للسلطة وبناء دولة النظام والقانون دولة العدالة والمساواة وانا واحد ممن خرج وطالب بذلك منذ صغري وسوف اظل على عهدي أطالب بها حتى أن يلقاني الله ومثلي الكثير.
وكان دعمنا شرقيا وهو أقل ضررا علينا في اليمن والوطن العربي من النظام الغربي الخبيث، ولكن ما بعد 2011م. تغيرت وتبدلت الأحوال كثيرا وأصبحت العماله للغرب محل فخر واعتزاز ودون أي مقابل ( كلامي عن أنظمة بكامل قوامها رؤساء وملوك وأمراء ومعارضة اليوم أصبحت عميلة دون أي مقابل غير أنها تظل في هرم السلطة أو أنها تصل إلى السلطة ). صحيح أن أن الرؤساء العرب والملوك والأمراء الأولين كانوا عملاء للغرب ولكن كان فيها حشمة وفيها مايحفظ ماء الوجه لهم ولنا كشعوب.
وللأمانة اقولها بعد 13 سنة أن علماء من كنا نطلق عليهم علماء السلطة ونتهمهم بالغباء والجهل وبالعمالة للأنظمة العربية أنهم كانوا الفطنا ونحن كنا الأغبياء.
اشهد لله انه في عام 2011م بمحافظة إب أن مشائخ السلفيين التابعين للسلطة كما كانوا يعزموني ويكرموني في بيوتهم وينصحوني بترك الصلاة في الساحة وعدم التحريض على النظام وحذروني من مخططات خبيثة قادمة ولكني اصريت أن التغيير سنة كونية وعليهم الوقوف معنا وليس ضدنا واين نحن اليوم من تلك الأيام.
وحتى اكون منصف ولا اظلم كثيرا من خرجوا إلى الساحات وطالبوا في التغيير.
الخطأ كان مشتركا من قبل حكامنا العرب الذين ساهموا كثيرا فيما وصلنا إليه من خلال بقائهم على رأس هرم السلطة لعقود طويلة وأكثر من ذلك أنهم ورثوها لابنائهم والبعض شرعن لذلك ، وايضا المعارضة كانت فوضوية واغلب قادتها الفاعلين كانوا موجهين من الخارج والنتيجة كانت كارثية على الجميع وخاصة الشعوب العربية التي دفعة الثمن كثيرا بسبب أخطاء الحكام ورموز المعارضة معا.
النتيجة.. المستفيد من كل ذلك هي الصهيونية العالمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل. إذن، المطلوب مراجعة الذات من قبل الجميع ونقد الأخطاء وتقنين العمالة الخارجية وفقا للمصلحة العليا للشعوب العربية.
وبيننا وبين امريكا والغرب الصهيوني وإسرائيل هي حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بيننا وبينهم وفقا للقوانين واللوائح والقرارات الدولية فقط لاغير.
* كاتب المقال: كاتب يمني.