تهدد اشتباكات اندلعت بين القوات الصومالية والاثيوبية قرب الحدود بين البلدين الاثنين بإفشال اتفاق لإنهاء التوتر رعته تركيا.
وقد اتّهمت الصومال القوات الإثيوبية بمهاجمة جنودها في منطقة حدودية الاثنين، بعد أيام على توقيع البلدين الاتفاق الذي سعى القائمون عليهم لطي صفحة الخلافات وتقريب وجهات النظر تجاه عدد من الملفات.
وقالت وزارة الخارجية الصومالية في بيان إن الجنود الإثيوبيين هاجموا قواتها المتمركزة في قاعدة جوية في بلدة دوولو في ولاية جوبالاند حوالي الساعة العاشرة صباحا. وأفادت بأن الهجوم استهدف ثلاث قواعد يديرها الجيش والشرطة والمخابرات الوطنية ووكالة الأمن، وأسفر عن سقوط قتلى لم تحدد عددهم.
لكن مسؤولين في ولاية جوبالاند قالوا إن الجنود الإثيوبيين المتمركزين أيضا في القاعدة الجوية كجزء من الجهود الرامية لمكافحة حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة، تدخلوا لحماية مجموعة من السياسيين المحليين.
وتخوض الحكومة الفدرالية في الصومال منذ أسابيع اشتباكات مع قوات من الولاية التي تحظى بحكم شبه ذاتي للسيطرة على مناطق رئيسية فيها وذلك بعد أن أجرت انتخابات مخالفة نصيحة الحكومة الاتحادية.
وقال وزير الأمن في جوبالاند يوسف حسين عثمان في مؤتمر صحافي في دوولو “بدأت الحادثة هذا الصباح بعدما تلقت القوات (الفدرالية) التي كانت متمركزة هنا تعليمات بإطلاق النار على طائرة تقل وفدا من الولاية.. يشمل مشرعين ووزراء في الحكومة والحاكم”. وأشار إلى أن تبادلا لإطلاق النار وقع في البلدة إلى أن تم “نزع سلاح” أفراد القوات الفدرالية الصومالية “وأصيب عدد منهم بجروح”.
وأما محمد حسن، وهو من سكان المنطقة، فقال عبر الهاتف “اشتبكت القوات الموالية لجوبالاند مع قوات الأمن التابعة للحكومة الصومالية وتدخلت القوات الإثيوبية المتمركزة في منطقة القاعدة الجوية دعما للقوات الموالية للولاية”.
وأضاف “تغلبوا لاحقا على القوات الموالية للحكومة الصومالية بعدما اتسعت رقعة القتال إلى مناطق أخرى داخل البلدة”.
وتهدد الحادثة بالتسبب بانهيار اتفاق رعته تركيا قبل أقل من أسبوعين لإنهاء نزاع مستمر منذ نحو عام بين الصومال وإثيوبيا.
وبدأ النزاع في يناير عندما وقعت إثيوبيا اتفاقية مع منطقة انفصالية أخرى في الصومال هي إقليم أرض الصومال لاستئجار مساحة ساحلية لإقامة ميناء وقاعدة عسكرية، رغم عدم صدور أي تأكيد لذلك عن أديس أبابا.
واعتبرت الصومال الخطوة انتهاكا لسيادتها، ما أشعل خلافا دبلوماسيا وعسكريا بين البلدين بدا أنه تم حله عندما اجتمع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أنقرة في 12 ديسمبر ووقعا على اتفاق يتوقع بأن يعطي إثيوبيا منفذا بحريا بديلا في الصومال.
لكن الخارجية الصومالية لفتت إلى أن حادثة دوولو الاثنين تقوض الاتفاق مضيفة في بيان “للأسف، تمثل أفعال إثيوبيا هذه انتهاكا صارخا لإعلان أنقرة”.
وأضافت “تحذّر الحكومة الفدرالية الصومالية من أنها لن تبقى صامتة أمام هكذا انتهاكات واضحة لسيادة الصومال وسلامة أراضيه”.