المنظمة الدولية للهجرة، وكالة الأمم المتحدة للهجرة، تقدم الفرق الطبية المساعدات لقرابة ألف مستفيد من الرعاية الصحية الأولية أسبوعيا في محافظة الأنبار، ويشمل كل من النازحون والعائدون والمجتمعات المحلية المضيفة.
وبسبب العمليات العسكرية الأخيرة في المناطق التي تسيطر عليها داعش وتحسبا لعمليات عسكرية أخرى، نزح أكثر من ٧,١٠٠ شخص (أكثر من ١,١٥٠ أسرة) من غرب الأنبار في الفترة مابين ١٢-٣١ تشرين الأول، ومعظمهم من قضاء القائم وراوة. فمنذ كانون الثاني ٢٠١٧، نزح ما يقرب من ٦٤,۹٥٠ فردا من جراء العمليات العسكرية في غرب الأنبار. ومن بين هؤلاء، نزح أكثر من ١۹ ألف شخص منذ ٢٠ أيلول، عقب تكثيف هجوم القوات العراقية ضد تنظيم داعش في أقضية غرب الأنبار في العانة والقائم وراوة.
هذا، وتحدث موظفي المنظمة الدولية للهجرة مع نورية وهي أم لسبعة أطفال نزحت مؤخرا من القائم في عيادة فريق المنظمة الدولية للهجرة الطبي المتنقل. قالت نورية، “لقد نزحنا بسبب سوء الوضع ونقص في الغذاء. كانت حياتنا طبيعية. لكن بعد دخول داعش إلى المدينة، توقفوا أطفالي عن مواصلة الدراسة وأصبحت حياتنا صعبة للغاية. بحيث وصلنا إلى مرحلة لم أتمكن فيها من توفير الطعام لأطفالي.”
“قررنا التحرك ليلا. اقترضنا المال من أقاربنا لكي ندفع للمهربين. هربنا فقط بالملابس التي كنا نرتديها. مشينا مع عائلات أخرى الذين كانوا يحاولون أيضا الخروج من المدينة. استغرقت رحلتنا ثلاثة أيام عبر طريق طريبيل ثم إلى كيلو ١٦٠ حتى وصلنا إلى مخيم عامرية الفلوجة “.
وتقوم فرق المنظمة الدولية للهجرة الطبية المتنقلة، بتقديم استشارات متعلقة بالرعاية الصحية الأولية والاستشارات المتعلقة بالتوليد وأمراض النساء وإحالة حالات الطوارئ. وتشمل الأمراض الأكثر شيوعا التهابات الجهاز التنفسي العلوي والإسهال وداء الليشمانيات والجرب والأمراض المزمنة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري. بعض مرضى الصدمة يعانون من الإصابات التي لحقت بهم خلال النزاع. كما تقدم فرق المنظمة الدولية للهجرة الطبية دورات توعية بشأن الوقاية من الأمراض المعدية والممارسات الصحية الجيدة، بما في ذلك مرض الكوليرا والجرب وداء الليشمانيات.
يتم اختيار المواقع للفرق الطبية المتنقلة وفقا لاحتياجات السكان وذلك بالتنسيق مع مديرية الصحة في الأنبار. وتشمل المواقع الحالية: عامرية الفلوجة، الفلوجة، هيت، كبيسة وموقعين في الكرمة. هذه الخدمات الطبية تنقذ حياة الكثير من النازحين مؤخرا الذين يعانون من ظروف صحية معقدة بسبب عدم امكانية الحصول على المساعدات الصحية لفترات طويلة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش.
وبالإضافة إلى ذلك، تقوم فرق المنظمة الدولية للهجرة الطبية بإدارة مشروع الوقاية من السل في عدة محافظات بتمويل من الصندوق الدولي. وفي الأنبار، يقدم هذا المشروع الدعم للمراكز الوطنية لبرنامج مكافحة السل في الأنبار؛ إجراء فحص للحالات المشتبه فيها؛ وتقدم جلسات توعية حول أعراض السل وكيفية الوقاية منه، ومتابعة مرضى السل وتوفر لهم وسائل النقل والأطعمة الغنية بالبروتين؛ كما توفر دورات تدريبية لموظفي مديرية الأنبار للصحة.
وتراقب مصفوفة المنظمة الدولیة للھجرة لتتبع النزوح أزمة غرب الأنبار منذ کانون الثاني ٢٠١٧، عندما بدأت حركات النزوح الکبیرة بالفعل بسبب الأعمال العدائیة في المنطقة وتحسبا للعمليات العسکریة الرئیسیة. ومن بين مجموع النازحين، قرابة ٤٢,٨٠٠ نازح مسجلين في المخيمات، ويوجد أكثر من ٢٢,١٠٠ نازح في أماكن خارج المخيمات (أكثر من ٢١,٥٠٠ نازح في الأماكن الخاصة و ٥٧٠ نازح في ترتيبات المأوى الحرجة بما في ذلك المباني غير المكتملة). غالبية النازحين من غرب الأنبار يتواجدون في محافظة الأنبار. نزح أكثر من ٢٨,٤٠٠ شخص إلى قضاء الفلوجة، وأكثر من ٢٢,٠٠٠ إلى الرمادي. وقد نزح آخرون إلى محافظة بغداد (أكثر من ٤,٢٠٠) ومحافظة أربيل (٤,٤٠٠).