>> مطلوب حكومة وطنية جامعة من غير المرشحين تسهر على إجراء الانتخابات
أكد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن لبنان لن يكون ذيلاً تابعاً لأي نظام أو دولة، مطالباً بحسم موضوع استقالة الحريري، وتشكيل حكومة وطنية جامعة من غير المرشحين للإنتخابات النيابية، تسهر على اجرائها في موعدها وتهتم بمشاكل الناس.
وقال شاتيلا في بيان، تلقت “العربي الأفريقي” نسخة منه: لقد مرّ لبنان بأزمات بنيوية وصمد، وتصدى للعدو الصهيوني وانتصر، ولم تفلح التعبئة العصبية المذهبية على مدى عشر سنوات في إحداث صراعات بين المسلمين، ولن يستطيع أي عامل خارجي أن يحدث فتنة بين المسلمين. والمطلوب دوماً في الأزمات العودة الى الثوابت الوطنية، ومنها أن لبنان دولة عربية واسرائيل عدوته، وهو لن يكون مقراً أو ممراً للاستعمار لضرب أي دولة عربية، ودوره وفاقي ووحدته الوطنية أساس كيانه، وأكدت التجارب لبنان لكل اللبنانيين، فلا سيطرة لأي مكوّن أو فئة أو طائفة على بقية اللبنانيين.
ووصف شاتيلا استقالة السيد سعد الحريري من رئاسة الحكومة بالملتبسة، ولفت الى أن حقوق الشعب فوق مصالح الحكام، لذلك فإن المطلوب عدم الانتظار طويلاً لحسم موضوع الاستقالة، وتشكيل حكومة وطنية جامعة من اصحاب الاختصاص ليس فيها مرشحين للمجلس النيابي لاستكمال التحضيرات للانتخابات النيابية وحسم الملفات التي تهم الناس.
ورأى أن ترحيب قادة العدو الاسرائيلي باستقالة الحريري مؤشر الى اعتبارها تخدم الفوضى في لبنان وتربكه، متسائلاً: لماذا تحميل اللبنانيين عامة والمسلمين السنّة خاصة مسؤولية رجل له مصالحه وتخلى عن مهماته كرجل دولة في اكثر من مجال، مما يفسّر الهدوء السنّي العام في كل لبنان وعدم ظهور اي موجة احتجاج على استقالته.
وشدد على أن التباكي على ما يسمونه الاحباط السنيّ هو تآمر مفضوح، فالمسلمين السنّة هم عامل تكويني للكيان اللبناني المبني على وحدة المسلمين ووحدة وطنية جامعة مع المسيحيين، أما ما يسمونه بالاحباط فهو عند الذين راهنوا على زعامات فرضت من الخارج مثلت مصالحه ومصالح شخصية على حساب الطائفة السنيّة، لافتاً الى أن احتكار القرار السنّي على المستوى الرسمي حطّم المؤسسات وضرب التعددية السياسية المتواجدة في كل الطوائف، وهو المسؤول الاول عن تفريغ رئاسة الحكومة وغيرها من مستوياتها وصلاحياتها.
وقال: إن لبنان، وبرغم جميع المداخلات الخارجية، ليس ولاية ايرانية أو تركية أو سعودية وليس تابعاً لأي محور، وليس طرفاً في صراعات اقليمية وليس من مصلحته أن يكون كذلك، فالصراعات الدولية والاقليمية والعربية العربية على أرض لبنان دمرّت مفاصله في الحروب، وشعبه غير مستعد أن يدخل من جديد في حروب عبثية، أو يشكل أداة تنفيذية لأي دولة اقليمية.
وأكد شاتيلا أن السلم الذي يعيشه لبنان على الحدود يعود بالدرجة الأولى الى توازن الردع القائم على التكامل الدفاعي اللبناني ضد العدو الصهيوني الذي كان يستبيح لبنان قبل هذا التوازن، ونحن غير مستعدين للتفريط بمصادر قوة لبنان لمصلحة اي نظام او دولة، مشيراً الى أن التباينات السياسية واختلاف البرامج هو أمر طبيعي بين الاحزاب والتنظيمات والشخصيات العامة، لكن أحرار لبنان غير مستعدين لتحويل اي خلاف سياسي الى صراع فئوي، ولا يقبلون الاستغناء عن حق لبنان في مقاومة العدوان الاسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءاً من ارضنا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ويسعى دائماً لتخريب لبنان وتمزيق وحدته، سائلاً من يريد الغاء المقاومة الدفاعية بوجه العدو هل يستطيع أن يرسل جيوشه الى حدودنا الجنوبية في مواجهة العدو ولتحرير أرضنا المحتلة؟
ورأى رئيس المؤتمر الشعبي أن من مصلحة لبنان الانفتاح على كل البلدان العربية والتعاون معها، لكن ليس من مصلحته ان يكون ذيلاً تابعاً لاي نظام عربي أو اسلامي او دولي يدفع شعبه الى اقتتال داخلي، معرباً عن تقديره لكل حالة تضامن عربي وبخاصة من بلدان الخليج العربية التي وقفت مع لبنان في النكبات والمحن، ورافضاً اي إساءة لاي بلد عربي من اي جهة كانت، ومطالباً بلداناً خليجية باحترام خصائص لبنان والتوازن الوطني.
وأوضح شاتيلا أن اوضاع لبنان مأساوية ولا تتحمل ضغوطات وأوامر تصدع وحدة المسلمين وتضرب وحدته الوطنية، واذا كان البعض يخشى على عروبة لبنان، فإنها متجذرة ولا خوف عليها. إن من يحمل نفسه من الدول العربية الخليجية أمور المسلمين اللبنانيين، ويختار لهم زعماؤهم وسياستهم، عليه ان يتحمّل المسؤوليات، ولا ينصب القوات اللبنانية مفتياً سياسياً للمسلمين، ولا يختار أصدقاء متأمركين، وكل ذلك خارج ارادة المسلمين الاحرار.
وأكد شاتيلا أن الشارع الوطني لا يحتاج الى تعليمه دروس الوطنية والعروبة من أحد، والأحرى بالآخرين أن يلتزموا العروبة الجامعة وليس غيرها من المدراس التي دمرت الأمة، معوّلاً على مبادرات مصرية لمنع الإرتدادات السلبية والأخطار على وحدة لبنان واستقراره، وتحرك يعمل على إطفاء الحرائق الإقليمية في مواجهة من يحاول تأجيجها، ومشدداً على أن نشوب حرب بين السعودية وايران ستدمر العالم الإسلامي ولن تخدم إلا العدو الصهيوني ومشروع الاوسط الكبير، والمطلوب سحب فتيل التفجير، والجنوح نحو الحوار لحل الإشكاليات في العلاقات العربية الإيرانية.