أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، أن الجامعة تعمل على توثيق أواصر التعاون والشراكة مع الإتحاد الأوروبي بأجهزته المختلفة من خلال عقد اجتماعات وزارية وقطاعية وفنية في جميع المجالات ، لافتا في هذا الاطار الى اهمية القمة العربية الأوروبية الأولى التي ستستضيفها مصر خلال الربع الأول من العام 2018 وسوف يتضمن جدول أعمال هذه القمة سبل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الإقليمين .
جاء ذلك في كلمة “أبو الغيط” التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية السفير كمال حسن علي ، أمام الدورة الثانية من الملتقى الاقتصادي العربي الأوروبي والتي انطلقت أعمالها اليوم “الخميس” في العاصمة اليونانية”أثينا” وتستمرعلى مدى يومين تحت شعار “نحو تحالف متين” وذلك بمشاركة برلمان الإتحاد الأوروبي واتحاد الغرف العربية ومجموعة الاقتصاد والأعمال ومنتدى “دلفي” الاقتصادي.
وأشار”أبو الغيط”، في كلمته التي وزعتها الجامعة العربية ، الى أنه سيتم عقد الاجتماع السادس للمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي ، إلى جانب عقد الدورة الثالثة لمجموعات عمل التعاون الاستراتيجي يوم 28 نوفمبر الجاري في بروكسل من أجل تقييم التفاهم والتعاون العربي الأوروبي.
واوضح أنه على مر التاريخ اتسمت العلاقة بين بلدان الاتحاد الأوروبي والبلدان العربية بالعمق والتميز ، استنادا إلى القرب الجغرافي والتعاون السياسي والاقتصادي على أكثر من صعيد ، والتفاعل البشري والثقافي مما بلور تراثا وقيما مشتركة بين المنطقتين .
وتابع “أبوالغيط”: “رغم ذلك فإن إرثا متراكما من التحديات التي واجهتهما أثّر في مقدرة أوروبا والعالم العربي على الاستفادة القصوى من المزايا المهمة لبناء مرحلة جديدة من شراكة استراتيجية تساعد على تعزيز الاستقرار والازدهار على المدى الطويل”.
وأكد أن كلا من أوروبا والعالم العربي يحملان على كاهلهما مسؤولية تاريخية لتخطي كافة العقبات ، الحقيقية منها والمصطنعة، والعمل بجهد أكبر لتثبيت دعائم هذه الشراكة بينهما والتي يمكنها أن تخلق بسهولة واحدة من أكثر المناطق تميزا من حيث التعاون السياسي والاقتصادي على مستوى العالم لاسيما وأن العالم العربي مجتمعا يعتبر ثالث أكبر شريك تجاري لبلدان الإتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان.
وأشار “أبوالغيط” إلى أن حجم التجارة بين الكتلتين بلغ أكثر من 324 مليار دولار أمريكي في عام 2016، كما أن هناك استثمارات مباشرة بينهما تقدر بمئات المليارات من الدولارات والتي تغطي معظم القطاعات الرئيسة .
وأوضح “أبو الغيط” أن جدول أعمال الملتقى يتركز حول محوري الاقتصاد والسياسة حيث تتناول التحديات المستقبلية التي تواجه العلاقات العربية والاتحاد الأوروبي وأبعادها الأمنية والسياسية والسياسة الخارجية والعلاقات الأوروبية مع العالم العربي إلى جانب التعاون العربي الأوروبي في قطاع الطاقة وتطوير الاستثمارات والتمويل والاستثمار.
وأشار إلى أنه سيتم خلال الملتقى تناول دور اليونان كتقاطع طرق بين أوروبا والعالم العربي والتحالفات الاقتصادية والاستفادة القصوى من الإمكانات في مجالات البنية التحتية والسياحة والتجارة والعقارات .
وأضاف أن الملتقى سيتطرق أيضا إلى قطاع الشحن وآفاق العلاقات المستقبلية بين أوروبا والعالم العربي والتواصل الثقافي والتربوي بين الطرفين ، ويؤكد أهمية الحوار والتعاون والتحالف بين العالم العربي وأوروبا لرسم الطريق المشترك نحو مستقبل زاهر للمنطقتين بهدف توطيد العلاقات وتنمية وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين أوروبا والبلدان العربية.
وقال أبو الغيط إن اختيار “أثينا” لانعقاد الملتقى نظرا لدور اليونان التاريخي كجسر بين العالمين العربي والأوروبي ، وهو دور يهدف الملتقى إلى الحفاظ عليه والتأكيد على وجوب استمرار اليونان في لعبه في المستقبل حيث تعتبر أكثر دول القارة الأوروبية قربا جغرافيا للعالم العربي بالإضافة إلى مواقفها السياسية المتسامحة مع القضية الفلسطينية .
وأكد أن الملتقى يمثل خطوة للانفتاح ويعطي اليونان فرصة للقيام بدور فعال في تعميق العلاقات بين الإتحاد الأوروبي والعالم العربي ، موضحا أن تنظيم “أثينا” لهذا الملتقى يسهم في تسليط الضوء على إمكانات الاقتصاد اليوناني ويؤكد على المستوى الممتاز الذي وصلت إليه العلاقات السياسية والاقتصادية بين اليونان والدول العربية .