يرى متابعون للشأن اللبناني أن زيارة البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التي بدأت أمس للسعودية ستكون فرصة كبيرة لتبديد مزاعم أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله ومن ورائه إيران حول خفايا استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري واستمرار وجوده في السعودية.
ويشير المتابعون إلى أن الراعي، الذي يتوقع أن يلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى الحريري، سيكتشف أن مزاعم حزب الله بشأن إجبار الحريري على الاستقالة ليست سوى إشاعة للتغطية على السبب الرئيسي من ورائها ورغبة الحريري في فتح الأعين على خطر الهيمنة الإيرانية واختطاف القرار الوطني اللبناني.
وتوصف الزيارة بأنها فارقة لكونها الزيارة الأولى لرجل دين مسيحي إلى السعودية، فضلا عن كونها تأتي في وقت تشهد فيه المملكة تحولات كبرى لمكافحة التطرف وإرساء ثقافة التسامح والانفتاح على القيم الحديثة، ما يوفر أرضية ملائمة للحوار.
واعتبر وليد غياض المستشار الإعلاميّ للبطريرك المارونيّ أن الزيارة تاريخيّة، كونها الأولى من نوعها لبطريرك ماروني إلى المملكة، وأنّ السعوديّة تنظر إليها على أنّها “تأتي من رجل سلام يحمل رسالة الشراكة والمحبّة، والتواصل بين جميع الأديان والتي رفعها الراعي في كلّ جولاته، والتي يطالب فيها دائما بالتمييز بين الإرهاب والإسلام”.
وذكرت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية أن الراعي وصل الاثنين إلى قاعدة الملك سلمان الجوية على متن طائرة خاصة، وكان في استقباله وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان.
وأضافت الوكالة أن البطريرك الماروني سيبدأ اليوم (الثلاثاء) لقاءاته الرسمية مع المسؤولين السعوديين، ومن ثم سيلتقي الحريري، قبل أن يغادر الرياض متوجها إلى روما للمشاركة في عدد من اجتماعات الكنيسة.