ريموند تانتر: تظاهرات المعارضة الإيرانية تساهم في زعزعة حكم الملالي وتساعد في التغيير من الداخل
>> التظاهرات تمثل حرجا لـ”روحاني” وتبدأ لعزلته دوليا >> المرحلة المقبلة ستشهد ضغوطا على الكونجرس والرئيس لمعاقبة إيران على دعمها للإرهاب وتدخلها في شؤون الدول المجاورة
كان للتظاهرات التي نظمها عدد من أعضاء المعارضة الإيرانية في بلاد المهجر ومؤيديهم من الجاليات العربية والتي تزامنت مع وجود الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ أسبوعين، صدى واسع المدى، حيث أبدت التظاهرات اعتراضها على وجود “روحاني” ومشاركته في اجتماعات المنظمة الأممية، معتبرين أنه لا يمثل الشعب الإيراني برمته، وأنه يمثل فقط نظاما غير شرعي.
وحول تلك التظاهرات ومدى تأثيرها، دوليا وإقليميا، اعتبر ريموند تانتر، رئيس اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان والأستاذ الفخري بجامعة ميتشجان، أن تلك التظاهرات من شأنها أن تشرع في بداية الطريق لعزلة النظام الإيراني، مؤكدا على أهميتها وأن صداها سيمتد إلى خارج إيران.
وفي تصريحات خاصة لـ”العربي الأفريقي” اعتبر ريموند تانتر رئيس اللجنة الأمريكية لحقوق الإنسان والأستاذ الفخري بجامعة ميتشجان أن هذه التظاهرات تمثل حرجا لـ”روحاني”، مؤكدا أن المظاهرات لا تتيح فرصة لزيادة العزلة الدبلوماسية لإيران فحسب، بل إنها تساعد أيضا على زعزعة استقرار إيران، مما يزيد من احتمالات تغيير النظام من الداخل، وخلاصة القول: المد يتحول بعيدا عن النظام لصالح المقاومة، كما تساعد التجمعات على زيادة وتيرة التغيير. وعما إذا كانت تلك التظاهرات ستؤثر على استمرار إيران في تنفيذ مشروعها الصاروخي قال “تانتر”: أولا، استنادا إلى بحثي عن التجمعات على مدى 10 سنوات، أجد أن تلك التظاهرات ليست موجهة فقط في طهران ولكن أيضا لمن في واشنطن. ومن المرجح أن يزيد رؤساء الولايات المتحدة وأعضاء الكونجرس من الضغط على إيران بسبب هذه التجمعات، كما تشهد عليه الشكوك الصاخبة التي وجهها النظام بشأن الجزاءات.
وأضاف “تانتر”: التجمعات الموجهة للنظام الإيراني تذكره بأن هناك معارضة متزايدة، بقيادة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو ائتلاف من الجماعات المنشقة، فإن المجلس الوطني لحقوق الإنسان يرفض القاعدة الكتابية ويؤيد إيران الحرة التي ليست ديمقراطية فحسب بل أيضا خالية من الأسلحة النووية والقذائف الصاروخية.
وثالثا، يرى البحث أن النظام الإيراني يولي اهتماما أكبر للمجلس الوطني للمقاومة من جميع الجماعات المنشقة الأخرى مجتمعة. وتعكس هذه النتيجة خوف النظام من التحدي الذي تواجهه منظمة بروديمقراطية. ويظهر هذا الخوف في نظام إقامة المعارض في جميع أنحاء البلاد مع التركيز على “الشرور” للمقاومة. ومع ذلك، فإن القيام بذلك، انتشرت، حيث أصبح الشباب المستهدفين مهتمين بالمجلس الوطني للمقاومة، الذي يعرفونه بمجرد السماع عنه. هذا، وقد نفى “تانتر” قدرة إدارة الرئيس ترامب على إلغاء الاتفاق النووي الشهير الذي وقعته إيران مع القوى العظمى في صيف 2015، إلا أنه عبر عن اعتقاده بأن “ترامب” سيطالب بتعديل الاتفاق، كما ستكون هناك تحركات للتأثير على الكونجرس والرئيس لمعاقبة إيران على السلوك حول الإرهاب، والتدخل في دول أخرى، ومشروع الصواريخ الباليستية والغش على الالتزامات بموجب الصفقة.
وعن نظرة الولايات المتحدة إلى مذبحة عام 2003 التي قتل فيها 30000 سجين سياسي إيراني، خاصة بالنظر إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الأخير من اعترافات المسؤولين الحاليين في حكومة “روحاني” بأنهم قاموا بدور مفصلي في المذبحة قال “تانتر”: ترى واشنطن اعترافات المسؤولين الحاليين في نظام “روحاني” على أنها تثبت أن “روحاني” متواطئ. ويرجع ذلك إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن إبراهيم رئيسي أجبر على الخروج من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مما يعطي “روحاني” لقطة واضحة للفوز بفترة ولاية ثانية. هذا الاستخدام للسلطة للتأثير على النتيجة السياسية لهزيمة مرشح يفضله خامنئي يوضح لماذا يهدد النظام من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان.