>> لا توجد طريقة تمكننا من البقاء في مجموعة دول العشرين أو أن ننمو في ظل هذا المستوى من الفساد
>> لا نعيد تفسير الإسلام ولكن نعيد الإسلام إلى أصوله
>> في وقت النبي محمد كانت هناك المسارح الموسيقية واختلاطا بين الرجال والنساء
>> “الحريري” لن يستمر في توفير غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع لسيطرة “حزب الله” اللبناني
>> “ترامب”.. الرجل المناسب في الوقت المناسب
>> المرشد الأعلى في إيران هو هتلر الجديد في الشرق الأوسط
لأول مرة.. بن سلمان يكشف الحقيقة الكاملة حول “أمراء الفساد””لم أكن أتصور أبدا أنني سأعيش لفترة طويلة بما يكفي لكتابة هذه الجملة: إن عملية الإصلاح الأكثر أهمية في الشرق الأوسط اليوم هي في المملكة العربية السعودية. فالمملكة تمر بربيعها العربي على النمط السعودي”، هكذا قال الصحفي الأمريكي الشهير توماس فريدمان، في مقدمة حواره الذي أجراه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ونشر في صحيفة “نيويورك تايمز”.
في بداية الحوار، الذي أجري في قصر أسرة آل سعود في شمال الرياض، سأل فريدمان: “ماذا يحدث في فندق ريتز كارلتون؟ وهل استغل ولي العهد سلطته للقضاء على منافسيه من أسرته ومن القطاع الخاص قبل أن يسلمه والده المريض، الملك سلمان، مفاتيح المملكة؟”.
قال بن سلمان إن وصف حملة مكافحة الفساد بأنها انتزاع للسلطة “مزاعم سخيفة”، مشيرا إلى أن العديد من الشخصيات البارزة من محتجزي “ريتز كارلتون” كانوا قد أعلنوا بالفعل ولاءهم لإصلاحاته، وأن “أغلبية العائلة المالكة” تدعمه بالفعل.
وأضاف: “لقد عانى بلدنا الكثير من الفساد من الثمانينيات وحتى الآن. فبحسب خبرائنا، إن ما يقرب من 10% من جميع الإنفاق الحكومي يتم شفطه بسبب الفساد، من أعلى المستويات إلى أسفلها”.
كما أوضح الأمير أنه على مر السنين أطلقت الحكومة أكثر من حرب على الفساد، ولكنهم فشلوا جميعا، بسبب أنهم بدأوا من أسفل إلى أعلى”.
وتابع بن سلمان: “رأى والدي أنه لا توجد طريقة تمكننا من البقاء في مجموعة دول العشرين أو أن ننمو في ظل هذا المستوى من الفساد. في أوائل عام 2015، كانت أوامره الأولى لفريقه هي جمع كل المعلومات عن الفساد في الأعلى. عمل هذا الفريق لمدة عامين حتى جمع المعلومات الأكثر دقة، ثم جاءوا بنحو 200 اسم”.
وبعد تجهيز جميع البيانات، بدأ المدعي العام الإجراءات، موضحا أنه تم القبض على كل الأثرياء والأمراء. وتم طرح خيارين عليهم، “عرضنا عليهم جميع الملفات التي لدينا، وبمجرد أن رأوها وافق نحو 95% على التسوية”، وهو ما يعني تحويل الأموال أو الأسهم إلى خزينة الدولة السعودية.
وأضاف: “حوالي 1% فقط استطاعوا إثبات براءتهم وتم إسقاط قضاياهم. في حين 4% قالوا إنهم ليسوا فاسدين وأن محاميهم يريدون الذهاب الى المحكمة”.
بن سلمان أوضح أنه “بموجب القانون السعودي، فإن المدعي العام مستقل. لا يمكن أن نتدخل في عمله، الملك يستطيع أن يعزله، لكنه يقود العملية. لدينا خبراء للتأكد من عدم إفلاس الشركات في هذه العملية لتجنب التسبب في البطالة”، مشيرا إلى أن حصيلة التسويات تصل إلي حوالى 100 مليار دولار، بحسب تقديرات النائب العام.
وأكد ولي العهد على أنه ليس هناك طريقة للقضاء على الفساد من أعلى إلى أسفل، موضحا: “لذلك عليك أن ترسل إشارة، والإشارة هنا هي أنك لن تستطيع الهرب. ونحن نشهد بالفعل تأثير ذلك”.
وأشار إلى أن رجال الأعمال السعوديين الذين دفعوا رشاوى للحصول على خدمات يقوم بها الموظفون لا يحاكمون، ولكن “أولئك الذين أهدروا أموال الحكومة عن طريق التربح والحصول على رشاوى”.
وأشار فريدمان إلى أن حملة مكافحة الفساد هذه ليست سوى ثاني أكثر المبادرات غير المعتادة والأكثر أهمية التي أطلقها بن سلمان، مشيرا إلى أن الأولى كانت لإعادة الإسلام السعودي إلى التوجه الأكثر.
وذكر ولي العهد: “إننا لا نعيد تفسير الإسلام، ولكننا نعيد الإسلام إلى أصوله، وأكبر أدواتنا هي ممارسات النبي، والحياة اليومية في السعودية قبل 1979″، مشيرا إلى أنه في وقت النبي محمد، كانت هناك المسارح الموسيقية، وكان هناك اختلاط بين الرجال والنساء، كان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية، كما أن أول قاض تجاري في المدينة المنورة كان امرأة.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لم يناقش بن سلمان مسألة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وأصر ببساطة على أن النتيجة النهائية للقضية برمتها هي أن الحريري لن يستمر في توفير غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع لسيطرة “حزب الله” اللبناني الذي تسيطر عليه طهران أساسا، بحسب ولي العهد.
وشدد على أن الحرب المدعومة من السعودية في اليمن كانت تميل باتجاه الحكومة الشرعية الموالية للسعودية، والتي قال إنها تسيطر الآن على 85% من البلاد.
كما أشاد بن سلمان بالرئيس ترامب، قائلا: “الشخص المناسب في الوقت المناسب”. وعن إيران، قال ولي العهد إن “المرشد الأعلى في إيران هو هتلر الجديد في الشرق الاوسط. ولكننا تعلمنا من أوروبا أن الاسترضاء لا ينفع. نحن لا نريد من هتلر الجديد في إيران يكرر ما حدث في أوروبا في الشرق الاوسط”.
وعن السرعة التي ينفذ بها تحركاته وخططته، قال بن سلمان: “أخشى أن يأتي يوم مماتي من دون إنجاز ما في ذهني. الحياة قصيرة جدا والكثير من الأشياء يمكن أن تحدث، وأنا حريص حقا أن أرى ذلك بعيني، وهذا هو السبب في أنني في عجلة دائما”.